هل يتطلب الانتقال إلى عصر ما بعد الحداثة تغيراً جوهرياً في فهمنا للعقلانية ومفهوم المعرفة؟

إن تحولات العصر الحديث لم تعد قاصرة فقط على المجال السياسي والاقتصادي بل امتدت لتشمل أيضًا كيف نفكر وننظر للواقع من حولنا.

فكما تساءلنا سابقًا عن حاجة تعليمية جذرية لاستيعاب التحول الرقمي المتسارع والذي يعيد تعريف طرق اكتساب المعلومات ومعالجتها، كذلك ينبغي الآن إعادة تقييم مفهوم العقل نفسه الذي يعتبر ركيزة العلوم والفلسفة التقليدية.

لقد أصبح عقل الإنسان أمام تدفق هائل للمعطيات والمعلومات بمثابة جهاز استقبال فعال لكنه ليس قادرًا وحده على تحليل وفهم كل شيء بشكل عميق ودقيق كما كان يفعل العلماء قديماً.

لذلك ربما يكون الحل مستقبلاً هو تطوير نوع مختلف من الذكاء الاصطناعي يعمل جنباً إلى جنب مع البشر ليقدم لهم منظوراً آليا ثاقبا ويساعدهم على اتخاذ قرارات مدروسة وسريعة.

وهذا يعني ضرورة تغيير نظرتنا لما نعنيه بـ «العقل» و«الإنسانية».

فإذا كانت الآلة تستطيع القيام بوظائف مشابهة لوظائف دماغ الإنسان فيما يتعلق بمعالجة البيانات واتخاذ القرارت المبنية عليها، فإلى أي حد ستظل سماتنا الإنسانية الفريدة ثابتة وهل هناك حاجة حقاً لهذا النوع الجديد من الشراكة بين الرجل والآلة للحفاظ على موقع الانسان الريادي في عالم تتغير فيه قواعد اللعبة باستمرار وبسرعة فائقة ؟

!

#والعشرين #مضمون #الأهلي #ناحية

1 মন্তব্য