في خضم البحث المستمر للإنسان عن معنى وحقيقة ذاته، يبرز سؤال جوهري: هل يُمكن للفن والأدب أن يشكلَ جسراً نحو فهمٍ أعمق لطبيعتنا الإنسانية المشتركة أم أنه عادةً ما يعكس فقط طبقات مختلفة ومتعددة من الثقافات والمجتمعات؟

بالنظر إلى الأمثلة المذكورة سابقًا؛ بدءًا من استخدام اللغة العربية الفصحى للتعبير عن المشاعر العميقة وحتى تأثير الهجرة غير الشرعية كمثال حيوي للتحديات المجتمعية العالمية، ثم التركيز على العلاقة الوثيقة بين العلم والأدب والإنسانية كما رأينا في أعمال الإمام الشافعي وأديبنا العربي الحديث، وصولاً لدراسة قصص وحكم جان دي لافونتيت وفلسفة بول كوإليهو حول الرحلات الداخلية ومعاني الحياة.

.

كلها تؤكد وجود صدى مشترك لدى جميع البشر بغض النظر عن خلفياتهم وانتماءتهم المختلفة.

ومع ذلك وفي حين أنها تقدم نافذة ثاقبة لعالم التجارب والمشاعر البشرية المتداخلة والمتنوعة، إلا إنها غالبًا ما تخلق حواجز ثقافية ولغوية تحول دون الوصول لفهم شامل وشامل لماهية القضايا المطروحة والتي تعتبر جزء أصيل ومكمل لمفهومنا العام عن الكيان الإنساني المترامي الأطراف والذي لا حدود له سوى حدوده الذاتية الفريدة لكل فرد منا.

فلربما آن الآوان لإعادة تعريف مفهوم "الأعمال الكونية" بحيث تضم الجميع وليس البعض فقط وذلك عبر تبادل المعارف والثقافات وتبني منظور شمولي يجمع ولا يفرق ويسمو بروح المشاركة والتراضي بدلا مما يؤدي لمزيد من الانقسام والصراعات.

فتلك خطوة ضرورية نحو مزيد التقارب الانساني وبناء عالم مبني علي أسس الاحترام المتبادل وقبول الآخر المختلف عنا ثقافياً.

1 Komentar