هل فعلاً أصبح الذكاء الاصطناعي شبحاً يهدد وجودنا الإنساني؟

قد تبدو رؤية الآلات كأنها تتحكم بمصير البشر مجرد سيناريو خيال علمي، لكن الواقع يقول عكس ذلك!

فاليوم، لم تعد القرارات الحاسوبية مجرد مساعدة لنا؛ بل صارت رقيباً دائماً علينا.

تخيل عالماً لا يستطيع فيه الإنسان اتخاذ قرار واحد إلا بعد تحليل آلاف المتغيرات والخوارزميات.

.

.

عالمٌ يفقد فيه الإنسان ذاتيته ويعتمد كلياً على قوة خارقة فوق بشرية.

إن كانت الخوف سابقاً من سقوط الإنسان بيد السلطة البشرية الفاسدة، فلربما اليوم ندخل مرحلة أكثر خطورة تتمثل بخطر تسليم زمام الأمور لأجهزة بلا روح ولا ضمير.

بالتأكيد، هناك فوائد جمّة لهذه التقنية الحديثة وخصوصاً في المجالات الطبية وغيرها الكثير، ولكن عندما نمكن هذه الأدوات من تحديد مستقبل ومصير حياة الآخرين كما حدث مؤخراً عند استخدام الذكاء الصناعي في مجال العدالة الجنائية مثلاً، عندها يتحول الأمر لسلاح ذو حدين قد يدمر كوكبنا إن استخدم بشكل خاطئ.

فلننظر للحاضر بعيون المستقبل ونبحث عن حل وسط يحقق الاستفادة القصوى مما تقدمه الثورة الرقمية حالياً مع الحفاظ أيضاً على قيم الحرية والاستقلال اللذان هما جوهر تعريف الكائن البشري.

فالعالم بات بحاجة لإيجاد طريقة لاستخدام هذه الاكتشافات العلمية العظيمة لصالح المجتمع وحماية حقوق الجميع وعدالتهم أمام القانون.

أما بالنسبة للبلوكتشاين فهو سلاح آخر يجب التعامل معه بحذر شديد لأنه وإن بدا وسيلة للنقل والمعاملات المالية الآمنة إلّا أنه قادر كذلك على نشر معلومات مغلتطة وزائفة تغذي الصراع والفوضى عوض السلام والاستقرار الذي نصبوا إليه أصلا.

وهكذا يأتي دور الضمير الحي للمحافظة والتوجيه نحو الطريق الصحيح.

#مشارك

1 commentaires