هل يعني الاحتفاء بالتطور العلمي و التقدم التكنولوجي ضرورة تجاهل قيمنا الاجتماعية ومبادئنا الأخلاقية ؟

لقد أثبت عصر المعلومات الحديث أنه مصدر غني للمعرفة و الإلهام ، و فتح المجال أمام حلول مبتكرة للكثير من المشكلات التي كانت تبدو مستعصية قبل عقود .

لكن هذا الانبهار لا ينبغي ان يحجب عنا خطورة فقدان الهوية الجماعية و تراجع الروابط الاجتماعية الحميمة نتيجة للاعتماد الزائد علي العالم الافتراضي وعزل الذات خلف الشاشات .

كما ان دعوات الاصلاح السياسي والمؤسسي والتي تعد شرطا اساسيا لتحقيق ديمقراطية فعالة وصحية ، تبقى محدودة التأثير اذا لم تقابل بتغير جذري في منظومتنا التعليمية وفي طريقة اكتساب ونقل العلوم والمعارف .

فالتركيز علي حفظ وفهم الكتب الاكاديمية فقط سوف يقيد ابداع الشباب وطموحاته وسيولد جيلا غير قادر علي مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين بكفاءة .

لذلك فان ادراج اساليب تعليم عملية وتقنية متقدمة امر حيوي لبناء مستقبل مشرق لهذه الامة .

بالتالي، بدلاً من رؤية الصراع بين الماضي والحاضر باعتباره تنافرًا مستمرًا ، فلنفهم انه عملية ديناميكية حيث يتم الجمع بين أفضل القيم التقليدية والتطورات الحديثة لخلق طريق فريد خاص بنا نحو التقدم والرقي .

وهذه مسؤوليتنا كافراد ومؤسسات حكومية واعلامية وجميع اصحاب المصلحة ؛ تشكيل حاضراً نابض بالحياة يحتفل بتاريخنا وثقافتنا بينما نسعى باصرار للمضي قدما بخطى ثابتة نحو افاق ارحب وأكثر ازدهارا .

#التنميةالمستدامة#الثورةالصناعيةالرابعة#الهويةوالحضارة

1 Bình luận