قد نكون على وشك دخول حقبة تاريخية غير متوقعة فيما يتعلق بتطور الرعاية الصحية ومدى تأثيرها علينا كمخلوقات متعددة الطبقات ذات احتياجات طبية وعاطفية متشابكة.

بينما نسعى جاهدين لتلبية المطالب المتزايدة باستيعابات طبية أفضل وأكثر تخصيصًا، فإن الاعتماد المتصاعد على التقدم العلمي والتكنولوجي قد يعيد صياغة تعريف العلاج الشافي.

لكن هذا المستقبل المبهر يحمل أيضًا خطر فصل الإنسان عن انسانيته الخاصة إذا لم يتم التعامل معه بحذر وفهم صحيح لطبيعته المركبة.

فعلى الرغم من فوائد الذكاء الصناعي الهائلة وقدراته التحليلية الاستثنائية، والتي بلا شك يمكنها تسريع التشخيص واكتشاف علاجات مبتكرة، إلا أنه ينبغي ألّا ننظر إليها باعتبارها حلول جاهزة أو بدائل للممارسة الطبية التقليدية.

بل يجب اعتبارها أدوات قيمة تعمل جنبًا إلى جنب مع المهنيين الصحيين الذين يتفهمون جوهر كون المرء إنسانًا ويقدرون القوة الفريدة للتفاعل الشخصي بين الطبيب والمريض.

فالعلاقة العلاجية مبنية على ثقة حميمة وحساسيات ثقافية فريدة لكل مجتمع، وهو شيء صعب تحقيق كاملٍ منه باستخدام الخوارزميات وحدها مهما تقدّم علم الحاسبات.

لذلك، قبل احتضان هذا الواقع الجديد بكل سهولة، دعونا نفكر مليًّا في طرق حفظ الانسجام بين التقدم الطبي واحترام خصوصيتنا وكِيانَا الداخلي العاطفي والمعرفاتي.

#بدلا

1 نظرات