التوازن الرقمي: غرس القيم وتعزيز القدرات

بينما نعترف بأن التكنولوجيا لعبت دوراً محورياً في تجديد العمليات الأكاديمية وتسهيل الوصول إلى المعلومات, إلا أنها يجب ألّا تأتي بتكلفة فقدان الجوانب الأساسية الأخرى للتعلم.

العملقة الرقمية مثل الإنترنت والمنصات التعليمية الافتراضية هي أدوات قيمة بلا شك - فهي توفر البيانات والمعرفة بسرعات لم تكن متاحة سابقاً.

لكن هناك جانب مهم يجب الاعتراف به وهو دور الإنسان والحاجة لبناء شبكات اجتماعية حقيقية وقيم أخلاقية داخل مجتمعات المدارس وجامعات العالم العربي.

إذا كنا نسعى حقا لتقديم تعليم شامل, فإن الجمع بين القوتين - التقنية والإنسانية – يعد ضروريا.

ينبغي تصميم بيئات تعلم رقمية تستوعب الطابع الانساني للأطفال والشباب.

وهذا يعني تهيئة فرص لهم لاتخاذ قرارات ذكية بشأن كيفية استخدام التكنولوجيا وكيفية تحقيق أفضل توازن فيما بينها وبين العلاقات الاجتماعية والتجارب الواقعية التي تثقف الذهن والجسد والعاطفة أيضا.

هذا التوازن ليس فقط قضية "إملاء" (Digital vs Human)، ولكنه تحدٍ في الإدارة والتصميم؛ حيث يتم النظر في كل جوانب العملية التعليمية وأهدافها النهائية.

إن الغاية ليست فقط تزويد طلابنا بالمهارات اللازمة للعالم الرقمي، وإنما أيضاً ترسيخ قيم المواطنة العالمية عبر الاختلاف الثقافي والفكري المشترك.

بهذه الطريقة، يمكن لنا خلق جيل قادر على المنافسة عالمياً والذي يحافظ أيضًا على روابط وثيقة بالمبادئ الأخلاقية والقيم الثقافية العربية الأصيلة.

#تنويع