إن مفهوم الهوية الثقافية لا ينفصل عن البيئة الطبيعية التي تشكلها.

فاللون الأزرق المميز لشوارع مدينة شفشاون المغربية مثلا، يعكس ارتباط السكان الوثيق بجبال الريف المحيطة بهم وبالسماء الزرقاء الواضحة فوق رؤوسهم والتي كانت بمثابة مصدر رزق عبر الزراعة والسياحة منذ القدم وحتى الآن حيث يجذب هذا اللون السياح بشكل كبير مما يدخل دخلا مهما للسكان المحليين ويحافظ على هويتهم الخاصة بهذه المدينة الجميلة .

كما يمكن النظر للأمر نفسه فيما يتعلق بتطور مدن أخرى حديثة كالمدينة الأسطورية دبي بالإمارات العربية المتحدة والتي اعتمدت كليا تقريبا علي صناعة السياحة كمصدر رئيسي للدخل القومي لها بعد اكتشاف النفط واستنزاف معظم مخزونه خلال العقود الماضية ؛ لذلك فقد حرص قادتها علي تطوير بنية تحتية عالمية المستوى لتواكب الطابع العصري للمدينة ولتسهل عملية جذب أكبر عدد ممكن من زوار العالم إليها للاستمتاع بمختلف مرافق الخدمات والترفيه الموجود بها بالإضافة إلي العديد من المشاريع الكبيرة الأخرى ذات الصيت العالمي.

وبالتالي يتضح لنا مدى تأثير العوامل المحيطة سواء كانت بيئية أم اقتصادية وغيرها الكثير في تحديد سمات وشخصية المجتمعات المختلفة حول العالم ومدى أهميتها للحفاظ عليها وعلى خصوصيتها وسط عالم متشابه تدريجيا بسبب عوامل عدة منها انتشار وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي الحديثة وغيرها.

.

.

#توعية #تعبير #الشخصية

1 نظرات