إن الرحلات التي خضناها عبر عالم المشاعر والأوراق المالية والتعليم قد أثارت لدي شعوري بالغنى الثقافي والفكري.

لقد أكدت لي مدى الترابط الوثيق بين مختلف جوانب حياتنا وكيف أنها جميعها تعمل معا لتكوين صورة أكبر ورؤية أشمل لما يعنيه كوننا بشر.

يتضح هذا الترابط عندما ننظر إلى الحب باعتباره القوة الدافعة التي تقربنا من بعضنا البعض ومن بيئتنا، وفي نفس الوقت نرى الحاجة لقيادة اقتصاد مستقر وآمن والذي يعتمد جزئيًا على التعامل الصحيح بالأوراق النقدية والشيكات.

ثم هناك التعليم، فهو العمود الفقري لكل تقدم وتطور فردي وجماعي ويساهم في تشكيل مستقبل أفضل لنا جميعا.

لكن دعونا نتوقف لحظة عند نقطة مهمة أخرى طُرحت سابقًا وهي "البحث عن الجمال".

إنه حقًا عنصر حيوي ومحرك أساسي لفنوننا وأدبنا وفلسفتنا وديننا أيضًا!

ربما يكون الجمال سر عظمة الحضارات القديمة وازدهارها، وكذلك مصدر إلهام للفنانين والكتاب عبر العصور.

لكن هل فكر أحد يومًا فيما إذا كانت رغبتنا الدائمة للسعي خلف الكمال والجلال تنبع أصلاً من جوهر وجودنا؟

أليس من المفترض أنه كما قال شكسبير ذات مرة: «إن العالم كله عبارة عن خشبة مسرح»، فأمامنا مساحة واسعة لاستخدام مخيلتنا وإظهار ذواتنا الحقيقية والتصرف وفق ما نحبه ونفضله؟

بالتالي، فقد أصبح سعينا لتحويل واقعنا الحالي إلى تحفة فنية شاهقة بمثابة شهادتنا الخاصة بحضورنا المؤقت ولكنه مؤثر للغاية في هذا الكون الواسع.

لذلك، فلنمضِ قدمًا بسخاء وعطاء غير محدود تجاه أي شيء جميل يجذب انتباهنا لأنه ببساطة يستحق الاحتفاء به وبتقديمه للعالم بكل تواضع وعمق روحي.

1 التعليقات