بينما نتعمق أكثر في العلاقة بين التقدم التكنولوجي والاقتصاد العالمي، تطفو سؤال مهم على السطح: هل نحن أمام احتمال حدوث "انقلاب اقتصادي" بسبب هيمنة القيم الاقتصادية الرقمية؟

يبدو أن هذا ما يحدث بالفعل.

فالتقنية الحديثة لا تنظر إلى الإبداع البشري كهدف بل كوسيلة لتحقيق الربح الاقتصادي.

نتيجة لذلك، يتم دفع الفنانين والمبدعين لإطلاق أعمال غير مسبوقة في الكم والنوعية، وهذا بدوره يقوض الجماليات التقليدية ويضعف قيمة الفنون الجميلة الأصيلة.

وفي نفس السياق، نرى كيف يتجه العالم السياسي نحو تحقيق مصالح قومية خاصة به بغض النظر عن المصالح الدولية العامة.

ومن الواضح أن التحدي الجديد الذي نواجهه هو كيفية حماية تراثنا الثقافي والحفاظ عليه وسط هذا التيار العاصف للتغير الاقتصادي والسياسي.

فلنتوقف لحظة ونتأمل في المستقبل الذي نريده - مستقبل يحافظ فيه التقدم التقني على جمال الكلمة والفكرة ويتيح لنا الحرية لرؤيتها خارج نطاق الربحية القصوى.

فهل سنسمح لهذه الحقائق الجديدة بتغيير مسار التاريخ أم سنجد طريقة لتوجيهها بحيث تخدم أفضل مصالح المجتمع والإنسانية جمعاء؟

1 التعليقات