إن التركيز المتزايد على التعليم الرقمي خلال الوباء سلط الضوء مرة أخرى على أهمية التفاعل البشري والتجارب المشتركة في رحلتنا التعليمية.

ورغم فوائد المرونة والوصول التي توفرها منصات التعلم الإلكتروني، إلا أنها كثيرا ما تخلف شعورا بالعزلة وتحد محدودية عند مقارنتها بالتواجد الشخصي في الفصل الدراسي التقليدي.

ولذلك، قد يكون مستقبل التعليم يكمن في ابتكار نماذج هجينة تجمع بين مزايا كلتا البيئتين.

تخيل نظاما يستغل قوة الواقع المعزَّز والافتراضي لإعادة إنشاء غرف صفية تفاعلية ثلاثية الأبعاد، والتي تسمح للمعلمين بتوجيه الدروس كما لو كانوا حاضرين جسديًّا, ويمكن للطلبة المشاركة والاستفسار كما يفعلون عادة.

إن مثل هذا النهج لن يعوض فقدان الاتصال الإنساني فحسب، ولكنه سيفتح آفاقاً لمشاريع وأنشطة تعاونية جديدة تتجاوز حدود الزمن والجغرافيا.

بالإضافة لذلك، فقد يحاكي استخدام العناصر الحسية الغامرة في هذه المساحات الافتراضية الشعور بالمشاركة العملية في المختبر العلمي مثلاً، وبالتالي تعزيز فهم الطالب وتقديره للمادة العلمية.

علاوة على ذلك، يمكن تطبيق مبدأ تأثير الدواء الوهمي ضمن السياقات التعليمية لتحفيز الطلاب وتشجعيهم باستغلال نفس الخداع النفسي الذي نجده في حملات تسويقية ناجحة.

تخيل كيف سينظر طلاب الهندسة المدنية إلى مشروع تصميم جسر عندما يشاهدونه يتحقق أمام أعينهم بفضل التصوير المجسم!

وهذا النوع من الانخراط متعدد الحواس سيولد بلا شك روابط عصبية أقوى لدى المتعلمين ويساعد معلومات المقرر الدراسي على الاستقرار في ذاكرتهم لفترة زمنية مطولة أكثر عمقا.

وفي النهاية، تعتبر هذه الرؤى مجرد بداية لما يمكن تحقيقه باستخدام القدرات التقنية الحديثة لتحسين تعليمنا وجعله أكثر واقعية وقدرة على تقديم قيمة مضافة للإنسان.

1 التعليقات