إن الانبهار بالمفاهيم الغربية حول الديمقراطية والحداثة قد يأتي بنتائج عكسية إذا لم يتم النظر إليها بعين ناقدة ضمن السياق المحلي الخاص بنا.

فعلى الرغم من جاذبية فكرة المشاركة الشعبية واتخاذ القرارات الجماعية، إلا أنها تتطلب دراسة عميقة قبل تطبيق مفهومها حرفياً.

فالعديد من الدول الغربية نفسها تمر الآن بفترة حرجة حيث تشهد اضطرابات اجتماعية وسياسية نتيجة لهذه المفاهيم ذاتها!

لذلك، بدلاً من الاستيراد الأعمى لهذه المبادئ، علينا البحث عن طرق مبتكرة لإعادة تفسير تقاليدنا وقيمنا الإسلامية الأصيلة بما يناسب عصر المعلومات الحالي ويضمن بقاء مجتمع قوي ومتماسك قادرٌ على مواجهة تحدياته الخاصة دون التضحية بهويته وجذوره الحضارية.

فالحضارة ليست مجرد نقل للمعرفة وإنما هي عملية خلق وتبني لما يناسب واقع كل شعب وثقافاته الفريدة.