التحديات البيئية والاجتماعية.

.

نظرة عربية

تواجه المنطقة العربية العديد من التحديات المتعلقة بالتنمية المستدامة والاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية.

أحد أبرز تلك التحديات هو النمو السكاني الكبير والذي يتطلب تخطيطًا مدروسًا لإدارة الموارد وضمان عدم الاضرار بالنظم البيئيّة المحلية.

وفي نفس السياق، يعد التطور الصناعي والسياحي مهمة اقتصاديًا وله فوائد اجتماعية عديدة لكنه أيضا يحمل خطرًا بيئيًا ما لم يتم التحكم فيه وتنظيمه بعناية.

لذلك، من الواجب علينا وضع سياسات شاملة تراعي مصالح الجميع ومحافظة على الطبيعة للأجيال القادمة.

بالإضافة لما سبق ذكره، تعتبر الدول ذات المقاصد السياحية الشهيرة أمام مسؤولية مزدوجة تتضمن زيادة الدخل القومي والحفاظ على مناطق الجذب الخاصة بها سليمة وخضراء وجاهزة دائما لاستقبال المزيد من الزوار وعشاقه الراغبين بتجربة مغامرات مختلفة وفريدة من نوعها.

وهنا يأتي دور الحكومة المحلية والهيئة المختصة بالسياحة لإعداد خططا علمية منظمة لحماية البيئة وترسيخ مفهوم السياحة المسؤولة لدى المواطنين وزائري البلد.

كما أن الجامعات والمعاهد العليا مطالبة بالمشاركة النشطة في عملية صنع القرارات بشأن المشاريع الحكومية الكبرى وذلك عبر تقديم الدراسات العلمية الدقيقة والنصح المهني المبنى على أسس أكاديمية متينة.

وبالحديث عن الجامعة، يجب التأكيد بأن الاعتماد الكلي على وسائل الاتصال الحديثة وأجهزة الكمبيوتر وغيرها ضمن العملية التدريسية أمر ضروري ولكنه لا ينبغي أبداً أن يكون بديلا كاملا للطرق القديمة في التحاضير والمحاضرات الصفية والتي تعد الأساس الأول لبناء شخصية الطالب ومنحه القدرة على التواصل الاجتماعي وبناء العلاقات الاجتماعية الصحية والقوية.

وعوضا عنه، بإمكان الجمع بين الطريقتين وإنشاء نظام هجين يستغل مزايا كلا النظامين ويقلل عيوبهما.

ختاما وليس آخرا، إن بناء المجتمعات المزدهرة المتوازنة اجتماعيا وبيئيا يعتمد اعتماد أساسيا على اتخاذ القرارات المدروسة والمخططات البعيدة الأمد.

فعلى سبيل المثال، زرعت أشجار الزيتون منذ قرون مضت لتوفير الظلال والثمار المفيدة بينما اليوم وبعد سنوات طويلة تعد رمزًا للتراث والتاريخ الأصيل لأصحاب الأرض.

وهكذا، يجب النظر دوما للمستقبل واتخاذ خطوات جريئة لحماية الوطن والأرض والإنسان قبل فوات الآوان.

#تزال #عميقا #فريد