الثورة الرقمية لا تهدِّد الوظائف التقليدية فحسب؛ إنها تتسبب في اضطرابات عميقة داخل النظم الاقتصادية والاجتماعية القائمة لدينا.

وبينما تستعد بعض القطاعات للاندماج مع التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية وغيرها من الاختراقات العلمية المستقبلية، فإن قطاعات أخرى تواجه خطر الانكماش والتلاشي المطَّرد.

وهذا الوضع سينتج عنه حتماً عدم تكافؤ الفرص وتفاقُم الهوَّة بين مختلف طبقات وفئات المجتمع.

لذلك، فعلى الرغم مما تبدو عليه الصورة قاتمة حاليًا إلا أنها تقدّم كذلك امتداداً تاريخيّاً لما شهده العالم سابقا خلال عصر النهضة الصناعية الأولى حيث انتقلت الأعمال الحرفية الصغيرة محلية الطابع الى خطوط انتاج صناعية واسعة النطاق.

وبالتالي فقد بات الأمر مسألة وقت فقط كي يصبح ذكاؤنا الجماعي والنظام التعليمي معدّا بما يكفي لاستيعاب موجات التحولات المقبلة والاستثمار فيها عوض كونها مصدر قلق وخوف لدى العديد ممن يعتبرونها سببا مباشرا لفقدان وظائفهم وانعدام دورهم داخل مؤسسات عملهم وبقية جوانب الحياة الأخرى المرتبطة بها ارتباط وثيق.

أخيرا وليس آخرا ، ربما يكون مستقبل علاقات الرعاية الصحية مثالا واضحا هنا إذ سيكون بمثابة مزيج بين الخدمات الافتراضية المبنية علي أساس علم البيانات الضخم والروبوتات الطبية المتخصصة بالإضافة طبعا للعامل البشري.

وهذا بلا شك سوف يساعد كثيرا لمن هم بقدرة محدودة ماديا ويمكن الوصول إليهم بصعوبة نسبية وذلك نظرا لبعد المسافة الجغرافية مثلا .

كما انه بالتوازي أيضا سوف يتمكن المختصين العاملين بمجالات الطب وغيرها من تقديم خدماتهم الاستشارية عن بعد للمرضى الذين يقيمون خارج مناطق تمركز المستشفيات الرئيسية والمتخصصة.

وفي النهاية ، فان عملية تبادل المعرفة والمعلومات المختلفة بلا شك سوف تأثر ايجابيا علي جميع اصعدتها سواء كانت تعليميه او صحية او علمية عامه.

1 commentaires