مساحة مشتركة للتفكير: تقاطع الذكاء الاصطناعي والهجرة البيئية

يبدو أن العالم يقترب من لحظة فاصلة حيث تتداخل فيها قوى عدة لتغير شكل حياتنا ومستقبل كوكبنا.

وبينما نمضي قدماً نحو عصر الذكاء الاصطناعي، والذي يعد بتغييرات عميقة في قطاعات متعددة، فإننا نواجه أيضًا تحديات صحراء هائلة مثل الهجرة البيئية المتزايدة بفعل تغير المناخ والكوارث الطبيعية وغيرها.

وهناك سؤال محوري يفرض نفسه: هل ستعمل هاتان القضيتان العملاقتان جنبًا إلى جنب لخلق واقع جديد يتطلب منا تطوير طرق مبتكرة لمعالجتهما معًا بدلاً من عزلهما عن بعضهما البعض؟

فعلى سبيل المثال، عندما يفكر المرء بالأعداد الكبيرة من الأشخاص الذين أجبرتهم ظروف مدمرة على ترك ديارهم بحثًا عن ملاذ آمن ووضع معيشي مستقر، تصبح العلاقة الواضحة بين الحاجة الملحة لإعادة التأهيل المجتمعي واستيعابه اقتصاديّا - والتي تعد جزء أساسي من أي نقاش حول دور الذكاء الاصطناعي في تشكيل المستقبل- أكثر أهمية وفورية.

إذ يشترك كلٌّ منهما في ضرورة فهم السياق الفريد لهذا النوع الخاص من السكان وكيفية تقديم الدعم لهم بما يناسب خلفيتهم الثقافية واحتياجاتهم الخاصة.

وهنا يأتي الدور الحيوي لأنظمة البرمجة الخوارزمية التي تستطيع تحليل مجموعات بيانات واسعة النطاق لاستنباط رؤى حول الاحتياجات والمواهب لدى تلك الفئة بهدف مساعدتها على الاندماج بسلاسة أكبر ضمن المجتمع الجديد.

وبالتالي، يتحقق هدف مزدوج وهو تحقيق العدالة الاجتماعية وتقليل الضغط الناتج عن موجات اللجوء الهائل عبر تقديم حلول عملية مبنية على البيانات والمعرفة العميقة بالسلوك البشري.

ومن منظور آخر، هناك رابط واضح بين قضيتي المناخ والهجرة؛ فالآثار طويلة الأمد لتغير الطقس غير المنتظم وزحف الصحاري تفاقمت مؤخرًا، خاصة في دول أفريقية وآسيوية معرضة للخطر بسبب محدودية القدرة على الصمود أمام مثل هذه الأحداث الجوية القاسية.

وفي كثير من المناطق الريفية الفقيرة، أصبح الناس يعتمدون بصورة متزايدة على منتجات بلاستيكية رخيصة سهلة الحمل وخفيفة الوزن توفر حاويات مناسبة لحفظ الغذاء والنقل الداخلي.

ولا شك أن زيادة الاعتماد على هذه العناصر ذات العمر الافتراضي قصير جدا ما هي إلا وصفة كارثة بالنسبة للمعاناة المزمنة بسبب نفايات البلاستيك الجامدة وغير قابلة للتحلل!

لكن ماذا لو استخدمنا الذكاء الاصطناعي لإحداث نقلة نوعية تجاه إدارة فعالة لبقايا البلاستيك بالإضافة لدعم المشاريع الخضراء الصغيرة المدرّة للدخل لأصحاب المشاريع ممن ولدوا وترعرعوا تحت ظلال الواقع المؤلم للهجرة الداخلية والخارجية جراء سوء حالة البيئة المحيطة بهم؟

إن الجمع بين هذين المجالين سوف يؤدي بلا ريب لشريط أخضر مليء بالنمو المستدام عوضا عما نراه اليوم وهو لون رمادي قاتم يسيطر عليه تراكم المخلفات الخطيرة.

وفي النهاية، وعندما نستعرض منظومة النظام التربوي المعاصر المبنى جزئيًا على مفهوم "المختلط" الذي يقوم بموازنة بين التعليم

#تلبي #الاختلاف #للندرة

1 التعليقات