في حين تُعد التطورات الحديثة في الذكاء الاصطناعي مصدر أمل لتحسين العديد من جوانب الحياة، بما فيها المجالين الصحي والبيئي، إلا أنها تثير أيضًا مخاوف بشأن تقويض بعض الوظائف التقليدية، خاصة تلك التي تتطلب حضور بشري مباشر مثل مهنة المحاماة.

بالرغم من قدرة الذكاء الاصطناعي على تحليل كميات هائلة من النصوص القانونية بسرعة ودقة فائقة، والتي كانت سابقاً تتطلب ساعات طويلة من البحث البشري المضني، إلا أن هذا لا يعني نهاية المهنة.

فالمهارات الأساسية للمحامي الناجح تشمل أكثر بكثير مما هو قابل للاختزال في خوارزميات الكمبيوتر.

حيث تحتاج حالات قضائية كثيرة لمنطق عميق وقابلية للتكيف مع ظروف فريدة ومتغيرة باستمرار بالإضافة لفهم سلوك الإنسان وتقدير الحقائق والمعايير الأخلاقية – كلُّها مهارات مستبعدٌ افتراض وجود بديل آلي لها حالياً.

وعلى الرغم من احتمالية قيام الآلات بالمسؤوليات الأكثر رتابة وروتينية داخل مكتب المحاماة، تبقى الحاجة ماسّة لمحترفين قادرين على تقديم رؤى مبتكرة وحلول خارج الصندوق ومدافعات مقنعة أمام هيئات التحكيم والقضاء.

لذلك، بينما سيواجه قطاع المحاماة تغييرات جذرية بسبب ثنائي الذكاء الاصطناعي (AI)، فهو بالتأكيد لن يصبح عقيماً.

وبدلاً منه، سوف يتحول التركيز إلى تطوير مجموعة متنوعة من المواهب البشرية الجديدة والمتخصصة الكفيلة بإدارة العلاقة التعاونية الأكثر إنتاجية بين الرجل والحاسوب أثناء رحلتهم المشتركة لمواجهة تعقيدات النظام القضائي العالمي.

وهكذا، يتضح لنا بأن مستقبل المهنة مرتبط ارتباط وثيق بمفهوم التحالف الاستراتيجي بين العنصر البشري والتكنولوجي؛ وهو أمر حيوي ليس فقط بالنسبة للمحامين وإنما لكل صناعات الخدمة الاحترافية الأخرى كذلك.

1 التعليقات