الأثر النفسي لتفضيل البشرة الداكنة مقابل الفاتحة: دراسة حالة الثقافة العربية

تولدت مؤخرًا نقاشات حول تأثير وسائل الإعلام والصناعات التجميلية العالمية على مفهوم الجمال لدى النساء العربيات.

حيث يتم التركيز غالبًا على لون البشرة كمعيار رئيسي للجاذبية والثقة بالنفس.

ومع ذلك، هل هذا الاتجاه يمثل حقًا رغبات المجتمع العربي الأصيلة أم أنه انعكاس لتأثير القيم الغربية والعروض التجارية؟

قد تكشف مقارنة بين الرؤى التقليدية لمفهوم الجميل في العالم العربي وبين الصور الحديثة المرتبطة بموضة عالمية متغيرة باستمرار عن وجود تناقض واضح.

فعلى سبيل المثال، كانت المرأة ذات اللون البرونزي تعتبر رمزًا للصحة والحيوية منذ القدم.

وكان الشعر الأسود الطويل والبشرة السمراء علامات مميزة للعزة والفخر.

لكن الآن، أصبح الكثير ممن ينتمون لهذه الثقافة يتطلعون إلى تبييض بشرتهم باستخدام منتجات متنوعة تتضمن كريمات وكبسولات وحتى عمليات جراحية باهظة الثمن لتحقيق ما تسميه بعض الشركات بـ"البشرة المثالية".

وفي حين قد تبدو تغييرات الذوق الشخصي أمرًا بريءًا وأمرًا فرديًا بحتًا ، إلا أنها تحمل آثارًا نفسية عميقة خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالأطفال الذين يتعرضون لهذه التأثيرات مبكراً.

فقد يشعرون بأن جمالهم الطبيعي غير مرغوب فيه مما يؤدي بهم إلى رفض هويتهم الأصلية.

وبالتالي، فليس فقط مسألة اختيار شخصي، ولكنه أيضاً قضية تتعلق بصحة المجتمع ورفاهيته.

وعليه، دعونا نفكر مليًا فيما إذا كنا نحتاج حقًا لأن نصادر ثقتنا بهوياتنا الفريدة بسبب ضغط خارجي ومتغير باستمرار.

فربما حان وقت احتضان تنوع الجمال الذي تحتويه ثقافتنا، والذي يعبر عنه بكل صدق وفخر شعارات مثل "لا للجراحة"، وغيرها الكثير.

إن فهم جذور هذه الظاهرة والتحدي الصريح للمثل العليا غير الواقعية هي خطوات أولى ضرورية لاستعادة تقديرنا لمن ننتمي إليهم حقًا – مجتمع متعدد الطبقات وغني بالثقافات المختلفة.

هذا المقترح ليس ضد التقدم والرقي الحضاري، وإنما يدعو للحفاظ على جوهر الهوية الوطنية وعدم السماح لأصحاب المصالح الاقتصادية بإعادة تعريف معنى الجمال بما يخدم مصالحهم الربحية وحدها.

إنها دعوة للاحتفاء بالتنوع وتقبل اختلافات الآخرين واحترام حرية الاختيار لكل فرد كما خلق الله سبحانه وتعالى.

#ولطيفة #البارد #promoting #المخاطر

1 Komentari