هل نستطيع حقاً فصل التقنية عن المجتمع الذي يخلقها؟

قد يكون الأمر أشبه بالسؤال عمّا إذا كان بإمكاننا تحديد ما إذا كانت البيئة الطبيعة تُنتج الكائنات الحية أم أنها تتأثر بها؟

كما تقول النظرية الحديثة في علم الأحياء التطوري، فالبيئة والكائن الحي يتفاعلان باستمرار.

وبالمثل، تؤثر الثقافة والقيم المجتمعية على تطوير وتنفيذ التقنيات الجديدة، وفي الوقت نفسه، تغير تلك التقنيات بدورها سلوكيات وقيم الناس.

إذن، عندما نواجه مشكلات اجتماعية مرتبطة بالتكنولوجيا - مثل الخصوصية الرقمية أو الضغط الاجتماعي عبر الإنترنت - هل يعني ذلك أن الحل يكمن في تعديل أدواتنا؟

ربما لا.

إن المشكلة الجذرية غالباً ما تكمن في فهمنا وكيفية استخدامنا لهذه الأدوات ضمن بنيتنا الاجتماعية والثقافية الموجودة بالفعل.

بالنظر إلى نظام التعليم، يبدو أنه بحاجة ماسة لإعادة النظر بعمق.

النظام الحالي يقيد الابتكار والإبداع، إذ يحصر الطلاب داخل "قالب" جامد ولا يشجع على الاستقلالية الذهنية.

لكن القضاء عليه بالكامل واستبداله بتجارب عملية وحرية مطلقة قد يؤدي أيضاً إلى فقدان الهيكل والنظام الضروريين للمشاركة الجماعية والتعاون الفعال.

ربما يكون الحل الأمثل يكمن في الجمع بين أفضل جوانب كلا النهجين: تحسين المناهج الدراسية لتصبح أكثر مرونة وتشجيهاً للاستقصاء الشخصي، بينما يتم الاحتفاظ بجوانب منظومة التعليم التقليدية التي توفر معرفة واسعة ومنظمة وتساهم في تنمية مهارات مهمة مثل الانضباط ومهارات البحث.

وفي مجال التعليم، هناك حاجة ملحة للنظر في دور الذكاء الاصطناعي.

رغم فوائده العديدة، إلا أنه لا يستطيع أبداً أن يحل محل الدور البشري في التدريس.

العلاقة بين المعلم والطالب تقوم على التفاعل العميق والشخصي والذي يتخطى مجرد تقديم المعلومات.

لذلك، بدلاً من اعتبار الذكاء الاصطناعي بديلا، دعونا نفكر فيه كأداة مساعدة تعمل جنبا إلى جنب مع المعلمين، مما يمكنهم من التركيز بشكل أكبر على الجانب الإنساني والعاطفي للعملية التعليمية.

بهذه الطريقة، سنضمن حصول طلابنا على بيئة تعلم شاملة ومتوازنة تجمع بين قوة العقول الإلكترونية ودعم العقول البشرية.

#العملية #والمعرفة #تحميل