في خضم الثورة الصناعية الرابعة وما صاحبها من تطور تقني سريع، أصبح قطاع التعليم أمام مفترق طريق حاسم.

فبالإضافة إلى التحديات التقليدية مثل نقص الموارد وعدم المساواة الاقتصادية، ظهرت أسئلة وجودية جديدة تتعلق بدور الإنسان مقابل الآلة في عملية التعلم.

لقد كشف وباء "كورونا" بالفعل عن هشاشة الأنظمة التعليمية القديمة وأبرز حاجة ملحة لدمج التكنولوجيا في التعليم.

لكن هل يعني ذلك نهاية دور المعلم التقليدي واستبداله برموز خوارزمية لا تعرف الرحمة ولا تسامح؟

بالطبع لا!

فالمعلمون هم القلب النابض لمنظومة التعليم الحديثة، وهم الذين يستطيعون غرس القيم الأخلاقية والبشرية لدى طلابهم والتي قد تغفل عنها برامج الحاسوب مهما بلغ مستوى ذكائها.

لذلك يجب علينا العمل سويا لخلق نموذج هجين ناجح حيث يتكامل جهد البشر مع قوة الآلات لتحقيق أفضل نتائج ممكنة للجميع.

وفي سبيل تحقيق هذا الهدف النبيل، يتعين علينا اتخاذ قرارات صعبة اليوم للحفاظ على الحقوق الأساسية لكل فرد وضمان عدم تحوله لرقم ضمن قاعدة بيانات عملاقة.

فالهدف ليس فقط تدريب عقول بشرية متقدمة معرفيا ولكنه قبل كل شيء تنشئة أشخاص قادرين على مواجهة مشكلات القرن الواحد والعشرين بكل حكمه وشجاعة وصلابة أخلاقية عالية.

وهذه مهمة سامية لا يمكن تنفيذها بواسطة جهاز كمبيوتر بارد وغير مدرك لطبيعتنا وسلوكياتنا الفريدة كمجموعة بشرية متنوعة ومعقدة في آن واحد.

#بإمكانية #إطار

1 Kommentarer