مفارقات العلاقات الهندية الأمريكية: دافع المشتركات الاقتصادية والتحديات السياسية

في ظل الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء الهندي مودي إلى واشنطن، سلطت مجلة الإيكونوميست الضوء على المفارقات المثيرة للاهتمام في علاقة البلدين.

رغم مشاركة الهند محدودية روسيا اقتصاديًا خلال حربها ضد أوكرانيا، إلا أن الولايات المتحدة تستقبل مودي بترحيب كبير وحميم.

هذه الشراكة الوثيقة قائمة أساسًا على مصالح اقتصادية متبادلة؛ حيث تُعتبر الهند عملاقًا صاعدًا يمتلك ثامن أكبر اقتصاد عالميًا، بنمو سكاني هائل وفئة سكانية شابة capable of driving future growth.

بالإضافة إلى ذلك، تشكل المجتمعات الهندية المهاجرة خارج البلاد -خاصة تلك الموجودة بأمريكا وخليج العرب- شبكة تضم حوالي 18 مليون شخص، مما يعزز نفوذها الثقافي والسياسي عالميًا.

ليس ذلك فحسب، بل تعتمد الولايات المتحدة بشدة على الهند كورقة رابحة ضد النفوذ الصيني المتنامي شرق آسيا.

غير أن هناك تحديات ملحوظة أيضًا لهذه العلاقة.

تاريخيًا كانت الولايات المتحدة تنادي بالقيم الإنسانية العالمية مثل حرية الفرد ودولة القانون، والتي شهدت انتكاسة كبيرة بالحكومة البرلمانية الهندية منذ تولي حزب بهارتيا جاناتا السلطة برئاسة مودي عام 2014.

ومع ذلك، يبدو أن الجانب الأمريكي قد تجاهل هذه المسائل الحساسة لصالح الربح التجاري والاستراتيجيات Geopolitics المحلية، خاصة التعامل مع الصين بغض النظر عن المواقف الأخلاقية والقيم التقليدية القديمة لكلا البلدين داخل منظومة الديمقراطيات الليبرالية الغربية.

وقد تجلى الفرق واضحًا عندما قارنت الإيكونوميست نسبة التأييد الشعبي للهند والصين لدى الشعب الأمريكي والتي بلغت %70 لكل منهما بينما لم يتجاوز المعدلات ذروتها عند %15 فقط بالنسبة للشعب الصيني.

خلاصة الأمر، إن تحالف أمريكا وهند اليوم قائم بقوة على الثراء الاقتصادي وإن كان مبني جزئيًا على حساب قيمه الأساسية التاريخية كالدفاع عن الحقوق والحريات العامة للإنسان وحماية نظام الحكم البرلماني الذي يتطلب وجود قوانين محايدة وآليات رقابة فعالة تعمل كتوازن للقوة التنفيذية الحكومية وهي عوامل تخضع للتقويض حاليا في سياسات الحزب الحالي للحكومة المركزية الباكرة بنتائج انتخابية مشكوك فيها وعدم مواجهة المؤشرات الواضحة لاستبداد الحكم ملاحقة المعارضين السياسيين واستهدافهم الأقليات الاجتماعية والفئات المهمشة اجتماعيًا واقتصاديا والثقافية وغيرها

1 التعليقات