عندما يصبح الإنسان مستهلكًا للمعلومة أكثر منه منتجًا لها.

.

.

في عالمٍ يتسارع فيه تدفق المعلومات وتتعدد مصادرها، أصبح الإنسان اليوم غارقًا في بحر من البيانات والمعرفة.

ومع ذلك، فإن هذا الغرق ليس دائمًا نعمة؛ فقد يتحول إلى لعنة حين يفقد الفرد القدرة على فرز وتمحيص تلك المعلومات وفهم جوهرها بعمق.

إن الاستهلاك المفرط وغير المدروس لهذه الكم الهائل من المحتوى قد يؤدي بنا إلى حالة من التشبع العقلي الذي يعيق قدرتنا على التحليل العميق والإبداع الأصيل.

فالإنسان الذي يقضي معظم وقته بين صفحات الكتب الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي قد ينتهي به الأمر كونه ناقلًا سلبيًا للمعرفة وليس مبدعًا فيها.

وبالتالي، بدلاً من المساهمة الفعلية في تطوير العلوم والفنون والثقافات المختلفة، سنكون أشبه بمستهلكين سلبيين ينتظرون بفارغ الصبر موجة أخرى من الأخبار العاجلة ليتبادلوا بها التعليقات الجاهزة والتي غالبًا ما تخلو من أي إضافة نوعية ذات قيمة علمية أو ثقافية أو حتى اجتماعية.

ومن ثمّة، علينا أن نسعى جاهدين لإعادة اكتشاف قدراتنا الإدراكية الخاصة وأن نحرر عقولنا من قيود الاستهلاك الروتيني الذي فرضناه عليها بأنفسنا.

فلنبني ثقافة تقوم على الإنتاج المعرفي والمشاركة البنَّاءة بدل الانجرار خلف دوامة معلوماتية غير متناهية.

إن زمن الرؤية النقدية الثاقبة والحوار المثمر لم ولن يحل محله أبدا عصر التقليد الأعمى والاستهلاك اللاهدف مهما بلغت سرعة دوران عجلة التقدم العلمي وما صاحبها من تراكم معرفي هائل.

لذلك دعونا نجعل من أنفسنا شركاء فعاليين في صناعة المستقبل عبر تبني مفاهيم جديدة تستند لفلسفة مختلفة تمام الاختلاف عمّا اعتدناه سابقا حول دور البشر كمصدر أساسي للإشعاع الحضاري والثقافي والعلمي العالمي.

--- #الفكرالإسلامي #التفكيرالنظري #الثورةالتكنولوجية #الذكاءالصناعي #الحضارة_الإنسانية

#ستجعلنا #ذكاء #الشفافية #تحول #تحتية

1 Kommentarer