إن العلاقة بين التاريخ والواقع الحالي غالباً ما تكشف عن دروس قيمة يمكن تطبيقها اليوم.

فعلى سبيل المثال، فإن الدروس التي تعلمناها خلال الحرب ضد القاعدة والتي تخوضها دول المنطقة حاليًا تستحق التأمل.

فقد برهن نجاح المملكة العربية السعودية المبكر نسبيًا في التصدي لتنظيم القاعدة على التحول الضروري في طريقة التعامل مع الحركات المتشددة.

ومن الواضح الآن أكثر فأكثر بأن الجهود العسكرية وحدها لا تكفي لهزيمة الجماعات الإرهابية بشكل كامل ودائم.

وهنا يأتي دور المقاومة الاجتماعية والثقافية والفكرية لهذه التنظيمات الضيقة الأفق والمتزمتة دينياً.

وعندما يتعلق الأمر بالأعمال التجارية والتسويق، يبرز مفهوم تشبيه عملية تغليف وتصميم العبوة بعملية مقاومة التطرف الثقافي نفسه.

فالمنتجات القوية هي تلك التي تبرز وتميز نفسها وسط المنافسين الآخرين وذلك عبر علامات تجارية متماسكة وقادرة على جذب الانتباه بصريًا وفكريًا.

وهذا يتضمن البحث الدؤوب والكثير من التجارب للحصول على أفضل النتائج الممكنة كما يحدث أيضًا عند مقاربة ظواهر اجتماعية خطيرة كهذه الظاهرة.

إن كلتا العمليتين تحتاجان للإبداع والحكمة والمرونة والرغبة الجامحة بالفوز بتحويل الناس وإنتاج تغيير حقيقي سواء كان ذلك بفعل شرائي مدروس أم بموقف ثوري صادق.

وهكذا بينما نقيس مدى تقدم العالم العربي فيما مضى وفي حاضر يومنا هذا وفي مستقبله الذي ينتظرنا جميعًا، يجب علينا الاعتراف بحقيقة جوهرية مفادها إنه لا يوجد حل واحد يناسب الجميع ولا قيود زائفة تحد منها.

بدلاً من ذلك، ينبغي لنا احتضان الطبيعة الدينامية لعالم سريع الزوال والسعي باستمرار نحو تطوير أساليبنا وفقًا لذلك.

وبعبارات أخرى، قد يكون ميراثنا جميلا للغاية بحيث يستحيل تجاهله ولكنه كذلك هشٌ جدًا بحيث لا يسمح بإبقائه جامدًا وثابتًا كالأهرامات القديمة!

#الأشياء

1 Комментарии