تحديث منظور التقدم الحضاري: بين التمسك بالتراث والانفتاح على العالم

إن التوازن الدقيق بين حفظ التراث الثقافي واستيعاب المعرفة الحديثة هو المفتاح لفهم جوهر أي مجتمع متقدم.

فرغم أهمية فتح أبوابنا أمام العالم للاستفادة من تجارب الآخرين، إلا أنه لا ينبغي أن يأتي هذا الانفتاح على حساب هويتنا وتراثنا الغني الذي يميزنا ويحدد اتجاه مستقبلنا.

وفي حين تسلط المقالة الأولى الضوء على ضرورة تمكين المجتمع المحلي وتعزيز معرفتها بجذورها التاريخية والثقافية، فيما تبحث الثانية بعمق في مفهوم "القوة الناعمة" وكيف تؤثر العقيدة الراسخة والابتكار العلمي على المشهد العالمي، بينما يقدم الملخص الثالث عرضًا شاملاً للخصائص الفريدة لإندونيسيا من حيث تركيبتها السكانية والجغرافية والدينية والاقتصادية والسياحية، بالإضافة إلى بعض المعلومات العامة المتعلقة بصحة الإنسان.

من هنا، يمكن تفسير هذه الأفكار مجتمعة بأنها دعوات لاسترجاع جذورنا وهوياتنا الوطنية كي نبني عليها رؤيتنا للمستقبل.

إن دراسة تاريخنا وتقاليدنا وفنوننا وعلمائنا ستساعد بلا شك في رسم خارطة طريق واعدة لأوطاننا.

وهذا يتماشى أيضًا مع مبدأ الاعتزاز بالنفس واحترام الذات، وهو أمر أساسي لبناء العلاقات الدولية المتبادلة الاحترام والاستفادة.

فتلك العلاقة ليست أحادية الاتجاه حيث يستورد أحد الطرفين ثقافته من الآخر ويتجاوز دوره التقليدي كمضيف كريم إلى عالم جدير بالإحسان إليه!

لهذا السبب تحديدًا نحتاج إلى إعادة النظر في نهجنا الحالي للسياحة وتشجيع أصحاب المصالح ذوي الصلة على الاستثمار في مشاريع مستدامّة تتعلق بالحفاظ على المواقع الأثرية والمعالم الطبيعية والتراث غير المادي مما سينتج عنه زيادة فرص العمل ودخل آمن للأسر الريفية وسكان المناطق الفقيرة ويعزز الشعور بالفخر الوطني.

وبالتالي سيدرك الجميع قيمة الكنز المخبوء لديهم بالفعل وسيصبحوا سفراء لحماية ما تبقى من آثارنا القديمة وصون ذاكرة اجدادنا جيلاً بعد الاخر .

وفي النهاية، يتطلب تحقيق هذا الهدف التعاون الوثيق بين مختلف القطاعات الحكومية والخاصة وكذلك مؤسسات التعليم العليا ومعاهد البحث العلمية ومؤسسات المجتمع المدني بما فيها منظمات حقوق الانسان والجمعيات النسوية والفئات العمرية الأخرى ذات الصلة.

كما انه لمن الاساسي اعطاء الاولويه لكل مشروع اجتماعي مدروس قبل اخراج اي منتَج ثقافي خارج حدود الوطن وذلك ضماناً لعرض واقع مجتمعاتنا كما هي وليس وفق تصورات مكتسبة نتيجة الغزو الإعلامي المكثف والذي غالباً ما يكون مغلوطا ومشوه للحقيقة أحيان كثيرة .

ختاما ، ان فرح ابناء الوطن يأتي عندما نشعر بان عالم اليوم بدأ يرى جمال ارثنا وقدرتنا علي المزج بين الجديد والقديم بحكمة واتزان وبذلك سنترك بصمه خالدة لامحاله .

#الأحداث #تنفيذ

1 Kommentarer