مستقبل العمل في ظل هيمنة الذكاء الاصطناعي: هل نحن جاهزون لمواجهة التغييرات الجذرية؟

لقد سلط النقاش حول تأثير الذكاء الاصطناعي الضوء على جانب مهم وهو فرص العمل الجديدة والمهارات المطلوبة في سوق العمل المتغير بسرعة.

ومع ذلك، فإن السؤال الذي لا يزال قائماً يتمثل في كيفية التعامل مع العدد الهائل من العمال الذين قد يُستبدَلون بهذه التقنيات الناشئة.

إن التحول الاقتصادي الكبير الذي نتحدث عنه ليس مجرد مسألة فقدان وظائف فحسب، ولكنه أيضاً يقودنا إلى مناقشة أخلاقيات هذا التحوّل وما إذا كان توزيع فوائد الثورة الصناعية الرابعة عادلاً ومنصفاً أم أنها ستؤدي لمزيد من الانقسام الطبقي حيث تستفيد مجموعة ضيقة بينما يتحمل آخرون عبء الانتقال المؤلم هذا.

فهناك مخاوف جدية بأنَّ عصرَ الآلةِ قد يزيدُ الفجواتِ القائمة بالفعل بين مختلف شرائح المجتمع ويعمق عدم المساواة الاقتصادية والاجتماعية العالمية.

لذلك يجب وضع قوانين وأنظمة صارمة لتوجيه عملية تبني تلك التقنيات الجديدة بحيث تراعي حقوق الإنسان والحفاظ علي حياة كريمة للمجموعات الأكثر هشاشة والتي تتعرض لخطر أكبر بسبب سرعة التغيرات الجارية حالياً.

كما يتطلب الأمر تعاوناً دولياً واسعاً لوضع حلول فعالة لمعالجة آثار هذه التحولات بعيد المدى قبل وقوع المزيد من الاضطرابات الاجتماعية الخطيرة.

إذن فالنقاش الحالي يدعو لاتخاذ تدابير فورية وشاملة تأخذ بالحسبان رفاهية البشر أولاً، خاصة أولئك الأكثر ضعفا وانعداما للأمن الوظيفي نتيجة لهذا الواقع الجديد المفروض علينا بقوة التطور السريع للتكنولوجيا الحديثة!

#المهم