إننا نواجه اليوم تحولا جذريا في عالم الأعمال والحكومات والنظرة الاجتماعية للمجتمع.

ففي حين تسعى الشركات جاهدة لتحقيق الربح الاقتصادي، كثيرا ما تغفل الحكومة عن موازنة ذلك مع سلامة وصحة المواطنين.

ومن ثم، بات ضروريا إنشاء منظومة اجتماعية تضع رفاهية الإنسان فوق كل اعتبار اقتصادي آخر.

فنحن جميعا مسؤولون عن ضمان بيئة آمنة وصحية للاستمتاع بالحياة والتطور فيها بعيدا عن أي مخاطر محتملة.

وعلينا الاعتراف بأن نجاح صناعة ما اقتصاديا لا يعد سببا لسحب جهود الرقابة عنها وضمان عدم تعرض الصحة العامة لأخطار بسبب منتجاتها المختلفة.

وفي موضوع آخر حساس وهو زواج القاصرات، يتطلب الأمر إعادة تقييم لهذا التقليد القديم لمعرفة مدى ملاءمته لعصرنا الحالي واحترام حقوق الأطفال في الطفولة الآمنة والسليمة جسديّا وعاطفيّا وفكريّا.

فالزواج المبكر يحرم هؤلاء الفتيات الصغيرات من فرصة النمو الطبيعي والاستعداد النفسي والعاطفي اللازم لدخول مرحلة البلوغ واستحقاقات الأسرة الجديدة.

وبالتالي فهو انتهاكا واضحا لقانون حقوق الطفل الدولية والتي تحفظ له الحق في التعليم والرعاية والصحة الجيدة والمشاركة المجتمعية وغيرها الكثير مما يساعده على اكتساب معرفة واسعة وتجارب متنوعة تبني شخصيته المستقبلية وتعينه على اتخاذ القرارت المصيرية الصحيحة لنفسه وللعالم المحيط به.

لذلك يجب تشريع قوانين صارمة ضد مثل هذه الظاهرة السيئة لما فيه خير مستقبل شعوب دول العالم الثالث خاصة ودول الكرة الأرضية عموما .

أما فيما خص الذكاء الاصطناعي فتلك التقدمات الحديثة فتح فرص عمل لا حدود لها بشرط استيعاب مجالات تطبيقاته المتنوعة عبر تدريب العاملين سابقا وإيجاد مهن جديدة تواكب عجلة التقدم العلمي الغير قابلة للتوقف.

فلابد وأن نستعد لأجيالا جديدة ستعتمد اعتمادا أساسيا عليه سواء كانت مهن البرمجيات أم الهندسة المعمارية وحتى الطب.

فهناك العديد من الدراسات العلمية الحديثة تؤكد بأن استخدامات الذكاء الاصطناعي سوف تخلق احتياجات كثيرة لم يتم طرحها حاليا أصلا.

وفي الختام يبقى هدف الجميع واحد وهو الوصول إلي مستقبل مزدهر ومتقدم اجتماعيا واخلاقيا إضافة طبعا للعوامل الأخرى المتعارف عليها دوما.

.

.

#توازن #القضايا