هل العمل هو كل شيء أم أنه مجرد جزء؟

نحن اليوم نقف عند منعطف مهم؛ حيث تسلط الضوء العديد من النقاشات على الحاجة الملحة لإعادة تحديد علاقتنا بالعمل.

ففي حين تقدم استراتيجيات “التوازن” بعض الراحة المؤقتة، إلا أنها غالباً ما تغفل عن جوهر القضية الأساسية.

عندما يصبح العمل مصدر ضغط وليس رضا

عندما تتحكم الوظيفة في معظم جوانب حياتنا – سواء كانت ساعات طويلة أو ضغوط متواصلة لتحقيق النجاح – نبدأ بالشعور بالإرهاق وفقدان الاتصال بقيمنا وأنفسنا.

وهنا يبرز السؤال: كم يجب أن نسمح لعملنا باستهلاك وجودنا وهوياتنا؟

تصور جديد للإنجاز الشخصي

بدلاً من قياس قيمة الإنسان من خلال الإنتاجية المهنية وحدها، فلنتطلع إلى نموذج مختلف يقدر المساهمات الأخرى التي نقدمها للحياة.

سواء كانت تربية الأطفال، خدمة المجتمع المحلي، الانخراط في الفنون والإبداع، أو ببساطة قضاء الوقت مع أحبائنا وبث الروح في العلاقات البشرية.

جميع هذه النشاطات لها نفس الوزن والقيمة الكبيرة في تكوين فرد سعيد ومنجز.

قوة الحدود الشخصية

وضع حدود واضحة بين المجال الشخصي والمهني ليس رفاهية بل ضرورة قصوى للصحة الذهنية والعاطفية.

فهو يساعدنا على تجنب الشعور الدائم بالتشتيت والانقطاع عن اللحظة الحالية، بينما يمَكنُنا أيضًا من تخصيص الطاقة اللازمة لكل جانب من جوانب حياتنا بطريقة فعالة وحيوية.

ثقافة عمل داعمة

لكن تغيير هذا النمط القديم لا يعتمد علينا وحدنا – بل يتطلب كذلك تغيير ثقافي داخل مؤسساتنا وأماكن عملنا.

فنظام يكافئ الأشخاص بناءً على عدد ساعات الدوام فقط سيولد بيئات مرهقة وغير منتجة.

أما النظام الداعم والمرِن والذي يشجع موظفيه على اتباع نهج متوازن وشامل فسيكون بلا شك أكثر نجاعة وإنتاجية.

وفي النهاية، يتعلق الأمر بإعادة اكتشاف معنى 'الإنجاز' الشخصي خارج نطاق مصطلحات الشركات والبنوك التجارية.

إنه يتعلق بتذكير أنفسنا دوماً برؤية الصورة الكاملة وعدم السماح لأحد العناصر – مهما بدا براقاً– بأن يحتل مكان المركز الرئيسي في لوحة حياتنا الفريدة والمعقدة.

لنكن جريئين بما يكفي لنعيد كتابة قواعد لعبة الإنجاز الشخصي وفق مصطلح خاص بنا!

#نتحقق #درجة #ولكنها #دورا

1 Commenti