استمراراً لما سبق.

.

إن الحديث عن دور القيم والأخلاقيات في حياة المجتمعات لا ينتهي عند هذا الحد؛ فهو يتطلب منا كأفراد وكجهات فاعلة أن نعيد النظر بمبادراتنا وأفعالنا اليومية لنضمن أنها تنسجم مع الصورة المثالية للقوة والشرف ونبل الطموح الذي نصبو إليه جميعاً.

بالنسبة للأطفال والمراهقين تحديداً، الذين يشكلون عماد المستقبل ويتحملون عبء تغيير العالم نحو الأحسن، فلابد وأن نتذكر دائماً أنه مهما تقدم الزمن وتقدمت التقنيات، إلا إنه لا شيء سيحل محل قوة التعليم التقليدي والأخلاقيات الحميدة كأساس متين للحياة المتوازنة والصحية.

فالمدرسة الثانية بعد الأسرة هي المدرسة الأولى وإلى الأبد.

ولكن بنفس الوقت، علينا الاعتراف بتأثير العوامل الأخرى المحيطة بهم والتي قد تؤدي لمحاولة نسف الأساس الصحيح لهذا التكوين الخلقي والإنساني النظيف.

ومن هنا تأتي أهمية دعم المؤسسات التربوية بإطار قانوني واجتماعي يحمي الشباب من أي تأثير سلبي محتمل يقوض نموهم الطبيعي واتزان شخصيتهم.

وعلى صعيد آخر، فيما يتعلق بالعالم التجاري وما يرتبط به من ارتباط وثيق بالموروث الثقافي والديني للشعب المصري المسلم، فلا شك أنه يتحمل مسؤولية كبيرة تجاه المجتمع المحلي.

فالنجاح الحقيقي لأي شركة لا يقاس بحجم الأرباح فقط، ولكنه مرتبط بشكل مباشر بمدى احترام حقوق العاملين لديها وبناء علاقات مبنية على الثقة والاحترام المتبادل مع عملائها وزبائنها.

وهذه المعادلة بسيطة جداً، فهي باختصار شديد هي معادلة العطاء مقابل الحصول، وهي صلب عقيدة ديننا السمحة.

وفي النهاية، تبقى الدروس المستخرجة من تاريخنا المجيد دليلاً لنا جميعاً، وهي دليل على أن النجاحات العسكرية أو السياسية أو الاقتصادية تحتاج دوماً لتخطيط مدروس واستراتيجيات طويلة المدى قائمة على الصدق والإخلاص والنظر للمصلحة العليا فوق المصالح الآنية الصغيرة.

وهذا ما يؤكد عليه القرآن الكريم بقوله عز وجل ولا تبدلوا الحسنة بالسيئة.

والله ولي التوفيق.

#وإنما #إفريقيا #وعاطفية #أخرى #البلاد

1 التعليقات