إن كانت النهضة الغربية نتاج سرقة فكرية وتلاعب تاريخي كما يدعي البعض، فإن السؤال الآن ليس حول الاعتراف بذلك بل كيف يمكن لحضارتنا الإسلامية والعربية الاستفادة مما حدث والاستعداد لمستقبل أفضل.

فعوضاً عن التركيز فقط على الماضي ونسبت الإنجازات للحضارة نفسها، ربما حان الوقت لإعادة اكتشاف تراثنا وإيجاد طرق مبتكرة لتكييفه مع العصر الحالي.

بدلاً من رؤيتنا ضحية ظالمة لسلب ثقافتها ومعارفها، لماذا لا ننظر إليها كمصدر للإلهام والقوة؟

بالإمكان استخدام الماضي كنقطة انطلاق نحو مستقبل مشرق.

وهذا يعني أنه ينبغي لنا إعادة النظر في كيفية تقديرنا لقيمنا وتقاليدنا؛ فهي أساس هويتنا ولابد أنها تمتلك الكثير مما يقدم للعالم اليوم أيضاً.

دعونا نسأل أنفسنا: ما الدروس التي تعلمناها من تجارب الآخرين والتي تساعدنا في تطوير نظام تعليمي يعلم طلابنا أهمية الأصالة والإبداع ضمن السياقات الجديدة للقضايا العالمية الملحة؟

وكيف بإمكاننا تشجيع الشباب العربي والمسلم على المشاركة النشطة والمؤثرة في العلم والمعرفة والفنون ليصبحوا قادة عالميين وليس مجرد مشاهدين سلبيين لأحداث الكون؟

النقطة الأساسية هنا تتمثل في تحويل تركيز الاجتماعات الفكرية من اللوم واتهامات المؤامرة إلى التعاون البناء وتبادل الخبرات المفيدة لبلوغ هدف واحد وهو الارتقاء بالإنسانية جمعاء عبر احترام جميع الأعراق والأديان والحضارات.

إن فهم العلاقة الجوهرية بين التراث العالمي والتطور المستقبلي أمر ضروري للغاية.

وليكن هذا بداية حوار حقيقي وعمل جماعي مشترك لتحقيق تقدم شامل ومتكامل يستوعب الجميع ولا يهضم أحداً منهم!

1 Comments