هل يتنفس العالم بصعوبة؟

تواجَه الاقتصادات العالمية اليوم بأزمة خانقة تهدد الاستقرار المالي الدولي برمته.

فالصراع التجاري الأمريكي الصيني المستعر يؤدي إلى تقلُّباتٍ حادَّة ومضطربة للأسواق، حيث تخشى المؤسسات والمعنيون من نشأةِ ركودٍ عالميٍّ جديد شبيه بما حدث سنةَ ٢٠٠٨ .

كما تتسبب العقوبات التعريفية بارتفاع تكلفة المواد الأولية وانخفاض قيمة العملتين الرئيسيتين، وهما دولار الولايات المتحدة ويوان الصين الشعبي.

وفي المقابل، فقد انتعشت أسعار معدن الذهب مؤقتًا كرد فعل لهذا الخطر الداهم ولكنه سرعان مال ويعود للانحدار مجددًا.

أمّا قطاع الطاقة فهو أيضًا يعيش فترة عصيبة وغير مستقرَة، إذ تنخفض أسعار البرميل الواحد بفعل انكماش حجم الطلبيات بسبب ارتفاع الرسوم الجمركية والحواجز الحمائية لتلك البوابات التجارية المغلقة تدريجيًا أمام المصدرين والموردين.

وهذا الواقع المزري يجعل محللين ومتخصصين يتوقعون اقتراب موعد انفجار فقاعة الدين العام الهائل لدول متعددة خاصة تلك المتداخل فيها المصالح بشكل كبير.

ولابد هنا من ذكر تأثيرات جانبية نظرية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كون أغلبية مواردها الطبيعية تُرصد لها طلبية قادمة أصلاً من طرفي الشجار الكبير.

بالإضافة لهذا الحدث الاقتصادي الخطير، يتحرك مخطط آخر فوق سطح الكرة الأرضية، إنه تغيير جذري للمعايير والقواعد التي حكمتنا لعقد سابق والذي عرف باسم "الربيع العربي".

فقد انكشف أمر تورطات بعض الأنظمة والدعم الغير رسمي للعناصر المسلحة مما سبب مشاكل جمّة أدت بدورها لهزة داخل هياكل الحكم المحلي وانهيار نظام مؤسسي منظم.

فتراجعت مكانة دولة معروفة كناظم اقليمي لحوض البحر الأبيض المتوسط لصالح قطبين متحجرين بسياساته الخارجية منهمكة بحمايتها الذاتية أولا وآخرا.

ومع مرور الوقت ظهر لنا نسق جديد للقوى الاقليمية العظمى تنافس جيوسياسي شرس ما بين مملكتين عربيتين لهما علاقات تاريخية متبعة مسالك مختلفة منذ بداية القرن الماضي.

وفي النهاية، تبقى كلمة الحق أنه مهما كانت التحالفات والتحديات المستقبلية فلن يكون بالإمكان دفن طموحات المجتمعات وطريق تقدمها العلمي والفني المبهر!

---

[النهاية]

1 Reacties