في عالم يتقدم بسرعة مذهلة بفضل التقنية والثورة الرقمية التي تشهدها البشرية اليوم؛ حيث تتغير المفاهيم والقيم الثقافية والمعرفية بوتيرة متسارعة للغاية، بات التحوّل الرقمي ضرورة ملحة للحفاظ على الهوية والتراث العربي والإسلامي خاصة لدى الجيل الجديد الذي يتفاعل يومياً مع العالم الافتراضي وما يحمله من معلومات متنوعة المصادر والتي لا تخضع دائما لمعايير ثقافية ودينية ثابتة.

فعلى الرغم مما تقدمه الوسائط الاجتماعية وغيرها من أدوات رقمية حديثة من فرص للتواصل ونشر الوعي وتعزيز القيم الحميدة إلا أنها أيضاً مصدر خطير للتشتيت وفقدان البوصلة الأخلاقية لأجيال المستقبل لذلك فإن واجب كل مسلم ومسلمة تجاه نفسه وأسرته ثم المجتمع عامة يتمثل أولاً وأخيرا بالحفاظ على أصالة الدين وعفة اللغة العربية وبناء جدار صدٍ ضد أي تهديدات خارجية قد تقود لتآكل العقائد والقواعد المجتمعية الراسخة عبر قرون طويلة.

ومن هذا المنطلق تأتي مسؤوليات كبيرة تقع على عاتق المؤسسات الرسمية والشعبية سواء تلك الممثلة بالحكومة وحملتها الإعلامية الواعية أو الشركات الخاصة الرامية لتحقيق الربح فقط ولكنه ربح مشروط بعدم المساس بالعادات وتقاليد الشعوب المحلية بل وتشجع عليها كونها جزء أساسي يشكل حياة الناس ويحدد تصرفاتهم وردود فعلهم تجاه مختلف القضايا المطروحة أمامهم.

وفي النهاية تبقى المعادلة بسيطة وصعبة التنفيذ نوعاً ما.

.

وهي تحقيق التوازن المثالي بين الحداثة والانفتاح وبين الصلابة والحزم عند التعامل مع قنوات الاتصالات الحديثة بحيث يكون الهدف الأول والوحيد خدمة الوطن والمساهمة ببناء حضارة قادرة على منافسة غيرها بكل قوة وصلابة.

وهذا ليس مستحيلا فالإنسان العربي ذكي بالفطرة ولدي الكثير لينبوع له وهو قادر بإذن الله تعالى على الجمع بين العلم والدين جنبا إلى جنب لتحقيق نهضة شاملة تستعيد بها الأمة مكانتها اللائقة بين بقية دول مجموعة العشرين وغيرهن ممن سبقناها بخطوة واحدة نحو طريق النجاح والرقي.

انتهى.

1 التعليقات