بالحديث عن التلوث الضوئي وتأثيراته السلبية المتعددة على الصحة البشرية والكائنات الأخرى، هل فكر أحدكم قط في العلاقة بين ذلك وبين مفهوم "الصحة الروحانية"؟

ربما لو نظرنا لهذه القضية بمنظور أشمل؛ فسنجد أنها تتجاوز حدود الطب والرعاية الشخصية لتصل حتى لعالم العواطف والحالات الذهنية للإنسان.

فالضوء الاصطناعي الزائد ليلا قد يحدث اختلالات هرمونية وجسدية، لكن ماذا بالنسبة للجانب الروحي والنفسي العميق للبشر؟

إن فقدان التواصل الإنساني مع الظلام الطبيعي للسماء المرصعة بالنجوم لهو خسارة كبيرة لأحد أهم مصادر السلام الداخلي والاسترخاء العقلي عند العديد ممن يقطنون المناطق الحضرية الآن.

كما ينطبق الأمر ذاته أيضاً فيما يتعلق بمفهوم الجمال والمعايير المجتمعية المفرطة فيه.

بينما يدعو البعض إلى احتضان التنوع والقبول الذاتي كما هي حال الأمور، أليس هناك مجال لإعمال العقل هنا قليلا؟

صحيح أن الصحة البدنية مهمة للغاية وأن اتباع نمط حياة صحي ضرورة أساسية للحفاظ عليها وعلى رفاهيتنا العامة، ولكن لماذا نفترض ضمنياً ان هذين العنصرين الوحيدين هم السبب الرئيسي في سعادتنا وانتماء الفرد للمجتمع المحيط به ؟

فلربما كانت هناك جوانب أخرى مثل التعليم والخبرات الثقافية وغيرها الكثير مما يجعل الحياة أكثر معنى.

لذلك يجب النظر لهذا الموضوع بشموليه اكبر وعدم التركيز فقط علي سطح المشكلة .

فموازنة بين هذين الطرفين قد تساعد حقاً في ايجاد حل وسط يناسب الجميع ويضمن تقبل اختلافات الآخرين واحترام خصوصيتها وفي نفس الوقت تشجيع الافراد لرعايه اجسادهم وصحتهم بما فيها صحتهم النفسية والروحانيه ايضا.

1 نظرات