مستقبل الصحة الرقمية: هل ستُعوِّض الخوارزميات الطبيب البشري؟

مع التقدم المطَّرد لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي (AI) في المجال الطبّي، يتسارع الجدل بشأن مساحة تدخل هذه التكنولوجيا المتزايدة في مهنة الطب.

بينما يرى البعض أن AI قادرٌ على تشخيص الأمراض بدقة متناهية وسرعة خارقة، ويقدم علاجات مخصصة لكل فرد، إلا أن آخرين ينظرون إليه باعتباره تهديدا لعنصر التعاطف والخبرة الانسانية التي تعتبر جوهر مهنة الطب.

التحديات الأخلاقية أمام الدمج الكامل لـ AI في الرعاية الصحية:

* الشروط غير القابلة للقيس: رغم الدقة العالية لـ AI في تحليل الصور الطبية والكشف عن الأعراض البدنية، تبقى العديد من جوانب الحالة المرضية خارج نطاق التحليل الكمي، مثل الألم النفسي والحالة المزاجية للمريض.

وهنا تبرز الحاجة الملحة للحفاظ على دور الطبيب الذي يفهم السياقات الاجتماعية والنفسية للفرد.

* المسؤولية القانونية والأخلاقية: إذا ارتكبت خوارزمية AI خطأ طبياً، فمن المسؤول قانونيا وأخلاقيا عنه؟

وهل يمكن تحميل شركة برمجيات المسؤولية عن عواقب قرارات AI؟

* الوصول العادل: قد تؤدي تكلفة تطوير وصيانة أنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة إلى عدم المساواة في الوصول إليها، خاصة بالنسبة للفئات الضعيفة والمناطق الريفية.

نحو نموذج صحي رقمي هجين:

بدلاً من طرح سؤال 'هل سيحل مكان الطبيب'، ربما السؤال الصحيح هو '*كيف يمكن الجمع بين قدرات AI وفطرة الطبيب البشري لخلق نظام صحي أكثر فعالية وعدالة؟

*'

إن النموذج الصحي الهجين الذي يعتمد على التكامل بين AI والدراية الطبية البشرية يوفر فرصا ذهبية لتحقيق:

* تشخيص أدق: يمكن لـ AI مساعدة الأطباء في تفسير نتائج الاختبارات المعقدة واكتشاف علامات مبكرة لأمراض يصعب ملاحظتها بالعين البشرية.

* علاج شخصي: باستخدام بيانات ضخمة وخوارزميات تعلم الآلة، يمكن لـ AI اقتراح خيارات علاج تناسب الاحتياجات الخاصة بكل مريض.

* زيادة راحة المريض وتعزيز التواصل: يمكن استخدام روبوتات الدردشة المدعومة بـ AI لتقديم معلومات أساسية ودعم نفسي للمرضى أثناء فترة الانتظار لاستشارة طبيب متخصص.

مع ذلك، يجب دائما توفير قناة اتصال مباشر بالعنصر البشري عند الشعور بالحاجة لذلك.

الخلاصة:

بينما تستمر ثورة الذكاء الاصطناعي في تحويل قطاع الرعاية الصحية، فلابد وأن نتذكر أن قيمة الحياة البشرية تتجاوز بكثير قياسات البيانات والخوارزميات.

يجب علينا اغتنام فوائد AI دون التفريط في جوهر البشرية، وضمان بقاء العنصر الانساني محور عملية