السعادة ليست غاية بل طريق

قد يبدو الأمر مناقضة لما سبق الحديث عنه، لكن دعونا نفكر مجددًا فيما تعلمناه من زينب ونقولا.

كلاهما وجدا طريقهما الخاص للسعادة رغم الظروف المختلفة جدًا.

لم يسعى أي منهما إلى تحقيق السعادة كمفهوم مطلق، بل ساروا نحو هدف أعلى وأسمى وهو مساعدة الآخرين وعيش الحياة بكرامة وضمير حي.

هذا يقودني لطرح سؤال مهم: هل يمكن اعتبار السعادة هدفًا نهائيًا أم أنها مجرد مرحلة عابرة أثناء الرحلة لتحقيق شيء أكبر؟

وهل التركيز المفرط على السعادة قد يؤدي بنا أحيانًا إلى تضييع لحظات ثمينة نستحق فيها الشعور بالحزن أو الغضب كرد فعل منطقي تجاه بعض التجارب المؤلمة والتي تشكل جزء لا يتجزأ مما يجعل حياتنا ذات معنى وقيمة حقيقية؟

لنبحث سويا حول مفهوم السعادة وما إذا كان هناك تناقضا بين كونها هدفا وطريقا في آن واحد.

لماذا نشعر بالسعادة عند مساعدة الغير حتى لو كنا نعاني نحن أيضا؟

إن دراسة علم النفس الاجتماعي تؤكد وجود ارتباط وثيق بين التعاطف والشعور بالإشباع الداخلي وبالتالي زيادة مستويات الهرمونات المسؤولة عن الحالة المزاجية الحسنة لدينا.

فلربما السعادة هي تلك المشاعر المختلطة التي نطمح إليها حين نتخذ قرارات تصيب الآخرين بالفائدة بينما نمارس الواجب بكل صدق وأمانة.

فلنعطي لأنفسنا فرصة لاستكشاف طرق أخرى لرؤية المعنى الأكبر لحياتنا خارج حدود تعريف "السعادة" التقليدية.

ربما سنجد عندها معنى أكبر وأكثر ثراءً.

#ويلبر

1 Bình luận