رحلة اروانا: البحث عن الحقيقة وسط صفحات التاريخ تتجلى قوة المرأة في قدرتها على التحليق فوق قيود الواقع، وكأنها طائرة ورقية تحمل رسائل الأمل والعزم إلى أعلى طبقات السماء.

فكما كانت ربانزل تسعى للوصول إلى العالم الخارجي رغم أسوار البرج العالية، كذلك تسعى اروانا لاستكشاف خبايا النفس البشرية وأسرار الكون من خلال صفحات الكتب الصفراء التي عثرت عليها داخل المكتبة المخفية.

إنها ليست مجرد رحلة بحث عن المعلومات، وإنما هي مغامرة اكتشاف الذات والتحدي الوجودي نفسه.

إن ارتباط اروانا بالقانون - الآلة الموسيقية الشرقية ذات النغمات العميقة - يؤكد عمق العلاقة بين الفن والحياة.

فعندما يسمعين معًا صوت القانون الشجي المنبعث من أعماق التاريخ، يشعر المرء بأن الزمن يتوقف وأن كل لحظة تصبح خالدة.

وهذا بالضبط ما تحاول اروانا تحقيقه؛ فهي تريد أن تجعل تجربتها الخاصة خالدة ومؤثرة مثل نغمات القانون التي تبقى راسخة في الذهن حتى بعد زوال الصوت.

وماذا لو عكسنا المعادلة قليلاً؟

تخيل قانونًا يدندن بصمت بينما تقوم اروانا بتلوين أحرف الكتاب الغامضة بفرشاتها الصغيرة.

هل سنسمعه حينئذٍ أكثر وضوحاً، أم سيظل صامتًا منتظرًا لمسة الفنانة كي ينطق مرة أخرى؟

إن هذا التشابه بين أدوات الفن المختلفة (الكتابة والرسم والموسيقى) يكشف مدى تشابك وتكامل جوانب النشاط البشري المختلفة.

جميعها طرق لفهم العالم والتعبير عنه، وكل واحدة منها تكمل الأخرى بشكل فريد.

وفي النهاية، سواء كنا نقرأ كلمات مجهولة المصدر ضمن كتاب موروث، أو نشاهد ممثلًا ماهراً يؤدي دوره بإتقان، أو نستمع إلى عزيفة مميزة لعازف موهوب.

.

.

فنحن نواجه تواضع الطبيعة البشرية نفسها، حيث يمكن لكل فرد منا أن يكون مصدر إلهام وجمال لمن حوله مهما بدا بسيطًا ظاهريًا.

فالقيمة لا تكمن فيما نفعل فحسب، وإنما أيضًا كيف نفعل وماذا تركنا من أثر بعد رحيلنا.

وهذه هي الرسالة الأساسية التي توصل إليها اروانا بعد لقائها بكتاب الحياة الغامض: اجعل وجودك ذا معنى واغتنم الفرصة قبل فوات الوقت لأن العمر أقصر مما نظن وللحظات جمال خاص يستحق الاحتفاء به والاستمتاع بكل ثانية تمر علينا.

1 Commenti