أخلاقيات الذكاء الاصطناعي: بين الحقيقة والرومانسية في حين يُسلِّط الضوء على فوائد الذكاء الاصطناعي المتعددة، إلا أنه لا ينبغي تجاهُل الجوانب الأخلاقية المرتبطة به.

فعلى الرغم مما يتمتع به من قدرات فائقة وسرعة غير مسبوقة في معالجة كم هائل من المعلومات واتخاذ القرارت المستندة إليها؛ فإن افتقار المنطق الآلي للعقل العاطفي والمعايشة التجريبية يجعل منه نظامًا متقدمًا ولكنه ناقصٌ جوهرًا مقارنة بالإنسان.

وهذا ما يستوجب وضع ضوابط صارمة للاستخدام المسؤول والمحكوم لهذا النوع من الأنظمة الرقمية.

إن حصر الدور البشري ضمن نطاق محدود وتجميد أي تقدم علمي قائم على الخبرات والتجارب الإنسانية لصالح الحلول الآلية يعد تراجعًا حضاريًا خطيراً.

فالإبداع والابتكار ليسا نتاج حسابات منطقية بحتة وإنما ثمرة تراكم معرفي نابع من التجارب الشخصية للفرد ومن خبراته وأخطائه وتعلمه منها.

لذلك وجبت ضرورة عدم الانسياق خلف مزايا الذكاء الاصطناعي المختلفة وإغفال أهميته الكبرى كتكنولوجيا مساعدة وليس مقيدة لطبيعتنا البشرية الأصيلة.

وهنا تأتي أهمية طرح أسئلة جوهرية تتعلق بمسؤوليتنا الجماعية عن مراقبة تأثيرات استخدام الذكاء الاصطناعي وضبط قوانينه بحيث تحقق التوازن المثالي بين مميزاتها وعيوبها المحتملة.

فلنتذكر دائمًا بأن الأداة ليست سوى امتداد لأيدينا وأن التحكم بها واستخداماتها يتوقف بالأساس على مدى وعينا وقدرتنا على التعامل بتوازن وحكمة مع هذا الاختراع الفريد والذي يحمل بداخله الكثير مما يفوق توقعات البعض ويتجاوز حدود الآخرين!

1 Commenti