العولمة هي عمليّة قد تؤدي إلى تجانس ثقافي خطير للغاية.

فبدلاً من الاحتفاء بالتعددية وتقبل الاختلافات الغنية التي تقدمها مختلف الحضارات والشعوب عبر التاريخ البشري، يبدو أن بعض مظاهر العولمة تسعى لتطبيق نمط حياة معيّن باعتباره المثالي الوحيد.

وهذا أمر مقلق لأنه يعني فقدان غنى التجارب الإنسانية المتنوعة والتي شكلتها عوامل عديدة عبر الزمن.

فعلى سبيل المثال، بينما قد يكون لدى البعض مخاوف بشأن محاولات الهيمنة الاقتصادية، فهناك جانب ثقافي مهم ينبغي أخذه بالحسبان أيضا والذي يدعو للقلق عندما يفشل العالم في تقدير قيمة التنوُّعات الثقافية الفريدة لمختلف الأمم والمجتمعات.

كما وأن الاعتماد الكبير على وسائل الإعلام الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي يمكنهما المساهمة أيضًَا في تشكيل توجهٍ موحد نحو اتجاه معين لأذواق الناس واحتياجاتِهم وحتى أولوياتهم الصحيَّة وغيرها الكثير.

.

.

وبالتالي، يجب ألّا نسمح بأن تصبح عولمتنا نسخة متكررة ومملة لنفس النموذج الواحد بل يجب علينا أن نتخذ خطوات مدروسة وعميقة لحماية تنوعنا الثقافي الفريد ضد تيارات التشابه والهيمنة الثقافية.

وسيكون التعليم عاملاً رئيسيّاً في تعزيز الوعي بهذه المسائل وفي خلق بيئة نقدر فيها الأصالة ونعمل سوياً لبناء مستقبل يحتفل بالاختلاف ويعترف فيه الجميع بدور كل ثقافة محلية فريدة ضمن إطار عالم مترابط أكثر.

[#26563][#2091][#26564][#23089][#26565]

#7436 #ومع #المدني

1 commentaires