إنه لمن دواعي الارتياح رؤية النقاش يتجه نحو موضوعات مهمة ذات تأثير عميق.

ومع ذلك، بينما نتعامل مع تحديات العصر الحديث - بدءًا من الحرية المفرطة وصولاً إلى مخاطر الذكاء الاصطناعي وانتهاءً بتوتر العمل/الحياة - فإننا غالباً ما نفشل في الاعتراف بالحلول العملية المحتملة داخل مجتمعاتنا المحلية وقيمنا التقليدية.

هناك قيمة كبيرة لتركيز أكثر كثافة على التعليم المجتمعي والدعم النفسي والعلاج الجماعي كوسيلة لمعالجة بعض الاضطرابات الاجتماعية والنفسية الناتجة عن التحولات السريعة.

فالناس الذين لديهم شعورا قويا بالمجتمع والانتماء أقل عرضة للانجرار وراء التطرف والإرهاب مقارنة بمن هم منعزلون وعرضة للاستهداف عبر الإنترنت.

وبالمثل، يمكن للمناهج الدراسية الشاملة والتي تتضمن دروس الصحة النفسية والرعاية الذاتية أن تساعد الطلاب الشباب على التعامل مع ضغط العالم الرقمي وزمن الاقتصادات العالمية.

بالإضافة لذلك، هناك حاجة ملحة لإعادة هيكلة سوق العمل بحيث تسمح بمزيد من المرونة والمشاركة المجتمعية، خاصة بالنسبة للنساء والأمهات العاملات اللواتي يتحملن عبئا مضاعفا بسبب توقعات المجتمع الأبوية.

فعند قيام المرأة بدور حيوي خارج نطاق المنزل والأسرة فقط، فهذا يؤثر سلبياً ليس عليها فحسب، ولكنه أيضاً يدمر التوازن الطبيعي لمؤسسة الأسرة والتي تعد لبنات أساسية لاستقرار أي مجتمع.

لذا يجب تشجيع مشاركة الرجل والمرأة سوياً فيما يعرف بالأعمال المنزلية وغيرها لتحقيق العدل الاجتماعي وعدم ظلم أحد الطرفين.

كما ينبغي دعم مبادرات رائد الأعمال المحلي وتشغيل المشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم للتخفيف من البطالة وضمان عدم وجود أشخاص بلا عمل وبالتالي تحسين مستوى معيشتهم العام.

وفي النهاية، يتعين عليّ التأكيد أنه ومن منظور إسلامي أصيل، تقع المسؤولية الأولى للحفاظ على القيم والثقافة والتراث لدينا على عاتق المسلمين قبل غيرهم.

فلا يمكننا الاستمرار في اتهام الآخرين بتدمير هوياتنا بينما نساوم على جوهر ديننا وهويتنا الأصلية.

فلنضع الخطوط الحمراء الواضحة ولنرسم الحدود الصحيحة لما يعتبر دخيلا وما يقبل به عقلا وشريعة ودراية علمائية موثوق بها.

عندها فقط سنجد فرصة حقيقية للإسهام بالحوار العالمي بنقاش مدروس ومتزن يحفظ مكانتنا الحضارية الأصيلة ويعطينا الحق المشروع للدفاع عنه ضد كل المغالطات والقلاع المبنية فوق اسس هشة زائفة.

#الاحترام

1 التعليقات