أثر التاريخ والأذى الوبائي.

.

هل هناك رابط خفي؟

إن فهم الأمراض المعدية يتطلب منا دراستها ليس فقط وفق السياقات الطبية والبيولوجية بل أيضا الاجتماعية والثقافية.

فعلى سبيل المثال، كيف ساهمت الأحداث السياسية والاقتصادية الكبيرة عبر العصور المختلفة في انتشار بعض الأوبئة؟

وما الدور الذي لعبته الثقافة المجتمعات آنذاك في التعامل مع تلك الأوبئة؟

قد تبدو الأسئلة سالفة الذكر غير مرتبطة بموضوعنا الأساسي حول حماية النفس ضد الإيدز وفهم خطورته الصحية والنفسية، لكن الواقع أنها جميعها متشابكة بشكل عميق.

فهناك ارتباط وثيق جد قوي بين الصحة العامة واستقرار الدول اقتصاديًا وسياسياً؛ وبالتالي فإن أي اضطرابات كبيرة على المستوى العالمي ستؤدي لا محالة لانعدام الأمن الصحي وزيادة احتمالات تفشي وانتشار مختلف أنواع العدوى بما فيها الفيروسات التي تؤذي جهاز المناعة كالـ HIV .

بالإضافة لذلك، يلعب العامل الثقافي تأثير كبير فيما يتعلق بانتشار بعض الأمراض وطرق انتقالها خاصة المتعلقة بالسلوك البشري مثل العلاقات الحميمة وغيرها الكثير والتي غالبا ما يرتبط بها انتشار مثل هذا النوع من الفيروسات.

وهنا تصبح ضرورة رفع مستوى وعينا تجاه صحتنا الجسدية والعقلية أمرا أساسيا وهاما للحفاظ عليها وعلى سلامتها طويلة المدى.

وفي نفس الوقت نحتاج لأن ندرك بأن جهود الوقاية ليست مهمة فردية فحسب، إنها مسؤولية جماعية مشتركة تستوجب الدعم الحكومي والدولي لإدارة المخاطر الصحية بكفاءة أكبر.

ختاما، قد يعتبر البعض أن حديثنا السابق بعيد قليلاً عما بدأنا به منذ اللحظة الأولى ولكنه حقا مرتبط ارتباط مباشر بذلك الموضوع الأصلي.

فالوقاية من مرض خطير كهذا تحتاج لبناء مجتمع مدرك ومطلع ولديه شعور بالمسؤولية المشتركة نحو ذاته ونحو الآخرين أيضاً.

كما أنه من الضروري جدا ربط العلاقة الوثيقة بين الاستقرار السياسي والحياة الاقتصادية وبين الحالة الصحية للسكان وذلك لأجل تحقيق تنمية شاملة ومستدامة تحافظ على حقوق الإنسان الأساسية في الحياة الآمنة والكريمة.

#المستقبل #نقل

1 Kommentare