عندما نفكر في التطورات المستقبلية للذكاء الاصطناعي، قد يكون من المغري تصور مستقبل تخريبي يهدد الوظائف البشرية ويهدد الاستقرار الاجتماعي.

ومع ذلك، ربما ينبغي لنا أيضًا أن ننظر إلى هذا الاتجاه باعتباره فرصة هائلة لإطلاق العنان للإبداع وإمكانية النمو الشخصي.

تخيل مجتمعًا يتمتع فيه الجميع بوقت فراغ وفائض مالي بسبب الاستقلال الاقتصادي المتزايد الناتج عن التشغيل الآلي واسع النطاق.

إن مثل هذا المجتمع سوف يسمح للفرد بمتابعة اهتماماته وشغفه الخاص مع الحرية المطلقة.

إنه يؤكد ضرورة وجود نظام دعم اجتماعي قوي وبرامج تعليمية رائدة تعمل على تجهيز الناس لتحقيق استفادة كاملة من وقتهم الجديد وحريتهم.

بالإضافة لهذا السيناريو المثالي، سيكون لدى الصناعات الناشئة والحرفيين مجالٌ واسع لاستخدام خيالهم ونقل حرفتهم إلى آفاق جديدة لم يكن بالإمكان الوصول إليها سابقًا.

فقد أصبح لدينا الآن أدوات ذكية تساعد الفنانين والكتاب وغيرهم ممن يعملون في المجالات الإبداعية بأنواع مختلفة.

وهذه الخطوة مهمة لأن بعض الوظائف ستتحول ولا تختفي فقط نتيجة ظهور الذكاء الاصطناعي.

لذلك فالهدف الرئيسي هنا واضح - يجب علينا إعادة تصميم سوق العمل الحالي بحيث لا يستغل موارد الموظفين لمحاولة اللحاق بركب المنافسة العالمية بل إنه يوفر لهم بيئة غنية وتعليم مناسب يساعدهم على تطوير مهاراتهم الخاصة واستثمار طاقاتهم فيما يناسب طبيعتها وقدراتها الفريدة.

وهذا أمر حيوي لبناء أساس راسخ لعصر جديد ومتغير باستمرار يقوده الذكاء الاصطناعي والذي يتطلب منا جميعًا أن نواجه تحدياته وأن نحتفل بنجاحاته أيضا.

إن العالم المتصل غالبا ماتراه وسائل الإعلام اليوم عبارة عن مزيج معقد من الاحتمالات المثيرة والقضايا الملحة.

وفي حين أنه صحيح أن الذكاء الاصطناعي قد يجلب معه بعض المخاطر المتعلقة بالتأثير على الوظائف، إلا أنها تقدم العديد من الحلول التي تستطيع حل المشكلات الاجتماعية المزمنة والتي تواجه الكثير من البلدان حاليًا.

وبالتالي يجب التعامل بحذر شديد عند وضع السياسات العامة واللوائح التنظيمية الخاصة بهذا القطاع كي تتمكن المجتمعات من جني فوائد التكنولوجيا بالإضافة للحفاظ علي حقوق المواطنين الأساسية وضمان العدالة الاجتماعية داخل حدود الدولة.

#الدور #أصغر #الضوء #فريدة