إن التركيز فقط على الجانب الاقتصادي للمصارف الإسلامية قد يكون مقصرًا تجاه الدور الأساسي لهذه المؤسسات في خدمة المجتمع وتعزيز قيم العدل والمساواة الاجتماعية والاقتصادية.

فعلى الرغم مما سبق طرحه حول ضرورة تواجد المصارف الإسلامية لدعم المشاريع المستدامة ومكافحة تغير المناخ وغيرها من الممارسات الضارة ، إلا أنه من الضروري الاعتراف بالحاجة الملحة لمعاداة العنصرية النظامية داخل المجتمعات العربية نفسها.

فلا يكفي التركيز على فوائد الاستثمار الأخلاقي إذا لم نتخذ خطوات لمحارب ة مظاهر الظلم والمعاملة غير العادلة الموجودة بالفعل داخل نسيج هذه المجتمعات.

لذلك فإن النجاح الحقيقي للمصارف الإسلامية يتطلب نهجا مزدوج المسار: أولًا، توفير التمويل اللازم للدعم البيئي والاجتماعي، وثانيا وأكثر أهمية، الكشف عن أي شكل من أشكال التمييز والكراهية سواء كانت طائفية أو عنصرية وحتى جنسانية والتي تنتشر أحيانا تحت ستار التدين المزيف.

وهذا يعني تحديث السياسات الداخلية للمصارف وطرق عملها بحيث تصبح بيئات شاملة وغير متحيزة لأصحاب البشرة المختلفة والخلفيات المتنوعة.

وبالإضافة لمنح القروض ذات معدلات صفرية للفئات المهمشة اجتماعيا ولتدريب الشباب العربي على المهارات المطلوبة لسوق العمل الحديث، يصبح لدى المصارف الاسلامية فرصة ذهبية لقيادة حركة اجتماعية أوسع نطاقا.

وبالتالي ستصبح قادرة حينذاك على رسم طريق نحو مستقبل أكثر عدالة واستدامة لكل المواطنين العرب بغض النظر عن خلفيتهم وانتماءتهم الطائفية .

هدفنا النهائي يجب ان يشمل عملية إصلاح تدريجية للنظام الحالي باستخدام أدوات مالية أخلاقية وبناء جسور التواصل بين مختلف الشرائح والفئات المجتمعية وذلك لصالح الجميع وخلق غدا أفضل وأكثر تسامحا.

1 تبصرے