استدامة رقمية وحقيقة تعليمية متوازنة لا تقتصر الاستدامة الرقمية في التعليم على توفير الأدوات والتكنولوجيا فحسب؛ بل هي أيضًا مسألة تغيير ثقافي جذري.

إن تطوير بنية تحتية رقمية قوية وتمويل مناسب أمر ضروري بالتأكيد، ولكنه وحده غير كافٍ لتحقيق النجاح المستدام.

يجب علينا إعادة النظر في الطرائق التقليدية التي يتم بها تقديم المعلومات وتشجيع بيئة تعلم ديناميكية ومتنوعة.

وهذا يشمل تدريب المدرسين لتطبيق تقنيات التعلم النشطة والاستعانة بوسائل الوسائط المتعددة لإشراك طلاب القرن الواحد والعشرين.

كما ينبغي لنا الاعتراف بأن الفجوة الرقمية لا تحدد بواسطة الوصول إلى الإنترنت وحدها، وإنما أيضا بفهم وكفاءة استخدام تلك التقنيات.

لذلك، يتعين علينا العمل معا لسد هذه الهوة وضمان حصول الجميع على نفس مستوى الفرص للازدهار أكاديمياً.

وبالمثل، عندما نتحدث عن المستقبل الرقمي للتعليم، يجدر بنا مراعات تأثيراته الاجتماعية والعاطفية المحتملة.

بينما تفتح التكنولوجيا أبوابا واسعة للإبداع والفردانية، فقد تؤدي إلى الإقصاء الاجتماعي وعزل بعض الطلبة خلف الشاشات.

ومن ثم، فلابد وأن نعمل جنبا بجنب لدعم التواصل وجها لوجه وتعزيز الشعور بالمشاركة المجتمعية داخل المنصة الإلكترونية نفسها.

أخيرا وليس آخرا، يجب ألّا ننسى ضرورة الاهتمام بالأبعاد الأخلاقية لهذه المسيرة.

فكما نشجع حرية التعبير ونشر المعرفة عالميا، كذلك نحتاج لأن نرسي قواعد سلوكية صارمة لحفظ خصوصية البيانات وحمايتها ضد سوء الاستخدام.

بهذه الخطوات المدروسة والمتكاملة، سنضمن حقبة ذهبية جديدة حيث يندمج الواقع الفيزيائي بسلاسة مع افتراضيته لصالح جميع المتعلمين بغض النظر عن ظروفهم وخلفياتهم المختلفة.

1 التعليقات