هل يُعدُّ الاعتمادُ المتزايد على تقنيات الذكاء الصناعي في مجالَيْن حيويَّين كالتعليم ومحاربة تغير المناخ بمثابة إنقاذ للبشريّة أم أنه بداية النهاية؟

إنَّ ما نراه اليوم هو مجرد غيضٍ من فيض؛ حيث تتجه البشرية نحو عصر جديد يقوم على التعاون الوثيق بين الإنسان والروبوت.

وقد يكون لهذا الأمر عواقب غير متوقعة، خاصة عندما يتعلق الأمر بتوظيف مثل هذه الأنظمة المعقدة في القطاعات الحساسة كالتغير المناخي والتربية والتعليم.

فعلى سبيل المثال، بينما نلاحظ الدور الكبير الذي لعبه الذكاء الاصطناعي مؤخرًا في اكتشاف طرق مبتكرة للاقتصاد الدائري وتقليل البصمة الكربونية للمدن وغيرها من المشاريع الخضراء الطموحة، إلا أن البعض يحذر من تبعاته الخطيرة المحتملة.

فقد تؤدي زيادة اعتماد دول العالم الثالث على الشركات العالمية المزودة بهذه الحلول التقنية إلى نوع مختلف من الاستعمار الرقمي والاستغلال الاقتصادي الجديد!

كما يشير بعض العلماء إلى احتمال قيام خوارزميات الذكاء الاصطناعي باتخاذ قرارات مصيرية تتعلق بخيارات الطاقة وسياسة المناخ العالمي دون رقابة بشرية مناسبة وديمقراطية حقيقية.

ومن ثم فإن السؤال المطروح حالياً: هل ستصبح الحكومات أسيرة لذواتها الرقمية الخاصة بها وبالتالي تخسر سلطتها لصالح الآلات؟

وفي نفس السياق، وبالنظر إلى مستقبل التعليم والذي أصبح بالفعل واقعاً ملموساً، يتضح لنا مدى أهميته وحاجة طلابنا إليه لإعداد جيل قادر على التعامل مع متغيرات القرن الواحد والعشرين ومعرفة أين ومتى وكيف يستخدم القدرات الهائلة التي يقدمها الذكاء الاصطناعي لصالح الجميع وليس لفئة معينة منه.

لذلك وجب علينا وضع أسس أخلاقية وقانونية صارمة قبل انتشار هذه التطبيقات حتى لاتنشأ طبقة رقمية مقسمة وغير متوازنة اجتماعياً.

أليس كذلك؟

1 Kommentarer