الخصوصية في زمن البيانات الضخمة: هل نحن ضحية اختفاء الحدود؟

في عالم يعتمد على تدفق البيانات بلا انقطاع، تصبح فكرة الخصوصية سرابا خلف ستار الشفافية المطلوبة.

إنها معادلة صعبة الحل؛ فالتقدم التكنولوجي يقدم حلولا مبهرة لكنه قد يأتي بتكلفة باهظة تتمثل في فقدان سيطرتنا على معلوماتنا الشخصية.

إذا كانت الشركات مصدر رزقي وتوفر لي منصاتها المجانية، فلماذا عليّ أن أقلق بشأن خصوصيتي طالما أنها تحقق لي رفاهية الحياة الحديثة بيسر وسلاسة؟

السؤال المطروح اليوم ليس إذا كنا سنحتفظ ببعض القطرات الأخيرة من المياه الصافية وسط الفيضان الهائل للمعلومات، ولكن كيف يمكن تحقيق التوازن بين الرخاء الرقمي والحريات الأساسية للفرد.

إنه وقت إعادة النظر في مفهوم الموافقة الإلكترونية وضمان عدم استعباد الذكاء الاصطناعي لمستخدميه باسم "التوصيات الشخصية".

لنبدأ بإدارة حسابات غوغل مثلاً.

.

.

فعلى الرغم من سهولة إنشاء حسابات متعددة لأسباب العمل والدراسة وغيرها، فإن حذفها أمرٌ أشبه بعمل جراحى يحتاج تخطيراً.

فهي تتعمق جذوره في أدغال الأنظمة التشغيلية للجوالات وحتى السيارات الكهربائية أحياناً!

لذلك تأكد قبل أن تضغط زر الحذف أنه لن يكون هناك آثار جانبية تؤثر على بقية تنظيم مؤسستك الرقمية الخاصة بك والتي ربما بنيتها حجراً فوق حجرٍ بعد جهد جهيد.

بالحديث عن الماضي، فتاريخ الانترنت قصة ملحمية بكل المقاييس بدءاً ممن هم أول من ابتلعه عبداً حتى منتصرين عليه مُحدثين ثورة ثقافية اجتماعية وسياسية لم يكن محدودي الخيال يتوقعونها قط.

لقد تغير مجتمع كامل بسبب شبكة عنكبوتية واحدة تربطه جميعاً كأنها دم يجري في شرايين الإنسان الواحد.

فلنتطلع نحو المستقبل ونرى كيف ستكون حياة البشر بدون هذه الشبكات العنكبوتية.

.

ولا تقل لي بأن الأمر سهل للغاية!

فكما يقول المثل القديم:"العادات القديمة لها مذاق خاص.

" كذلك الروابط الالكترونية الجديدة اصبحت اعتيادية بالنسبة للكثيرين ولم يعودوا قادرون على تصور الحياة بدونها.

ومن يدري ماذا سيكون شكلنا الجديد بعد اكتشاف المزيد والمزيد من تطبيقات الواقع المعزَّـز والتي تشير دلائل كثيرة الى انها سوف تغزو قلوب وعقول الناس عاجلاً ام اجلا .

إنه لمن دواعي السرور ان ارى ردود فعلكم وتعليقاتكم القيِّمة حول الموضوع.

شاركوني آرائكم الثاقبة فيما اذا كنتم توافقون او تخالفون نظرياتي وانطباعاتكم الخاصة بهذا الشأن.

#بناء #حدودنا #فعال #مليء

1 Comments