إن العالم يتجه نحو حقبة جديدة من التقدم العلمي والتكنولوجي المتسارع؛ فبعد أن شهدنا ثورة الإنترنت والثورة الصناعية الرابعة التي غيرت مجرى تاريخ البشرية، ها نحن نقف اليوم أمام أعتاب عصر جديد يتمثل في ظهور وتنامي قوة الذكاء الاصطناعي (AI) في مختلف المجالات الحيوية مثل التعليم والرعاية الصحية والنقل والطاقة وغيرها الكثير مما يؤثر تأثيرا مباشراً وغير مباشرٍعلى حياة الناس اليومية وشؤون الدول المستقبلية.

وفي حين تحمل هذه التقنية الحديثة العديد من الوعود والإمكانات الهائلة لإحداث نقلة نوعية في مجالات كثيرة وتحسين مستوى وجودة الحياة لأجيال قادمة، إلّا أنها تواجه أيضا بعض العقبات والتحديات الخطيرة المتعلقة بالأخلاقيات والمسؤولية الاجتماعية كما هي الحال بشأن حماية الخصوصية والمعلومات الشخصية للمستخدمين واحترام القيم الإنسانية الأساسية.

ولذلك، بات من الضروري جدا التعامل بحذر شديد وموازنة فوائد تقنية الذكاء الاصطناعي بمخاطرها المحتملة عبر وضع إطار تنظيمي وتشريعات ملائمة لهذا المجال الناشئ سريعا والذي يغير واقع حياتنا بصورة جذرية وعميقة.

فلم تعد المسألة مسألة اختيار بين تبني تلك التقنيات والاستسلام لقدر الله!

وإنما هي دعوة للاستعداد المبكر واستثمار الفرصة الذهبية التي يقدمها لنا الزمن الحالي لبناء دولة قادرة تنافس بقوة وتمتلك زمام الأمور ضمن منظومة عالمية مترابطة ومتغيرة بشكل مستمر وغير متوقع دوماً.

ومن هنا أهمية الانتباه جيدا لكل التفاصيل الصغيرة والكبيرة فيما يتعلق باستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي المختلفة خاصة عندما يتعلق الأمر بصحة المواطنين وسلامتهم الجسدية والنفسية وكذلك سرية معلوماتهم وبياناتهم الطبية الحساسة للغاية.

إن ضمان عدم إساءة استخدام مثل هذه الأدوات المتطورة أصبح شرطا ضروريا للتطور الحضاري الآمن والسليم للمجتمعات الحديثة.

وهذه مهمة تتطلب جهدا جماعيا مشتركا يشمل الجميع بدءا بالحكومات وصولا للأفراد وذلك لصالح بناء مستقبل مشرق ومزدهر للجميع بلا استثناء.

#نتحدث #فمع

1 تبصرے