التعليم الرقمي: هل يهدد تراثنا وهُويَّتنا الثقافية؟

في ظل سعي العالم نحو العصر الجديد الذي يقوده الذكاء الاصطناعي، بات مِنْ الواجب علينا النظر في التأثير العميق لهذه الثورة الصناعية الجديدة على قيمِنا وتقاليدُنا المجتمعية.

بينما تعمل الحكومات والمؤسسات المختلفة بلا كلل لدعم انتشار منصات التعلم عن بُعد، غالبًا ما تغفل تلك الجهود حقيقة مهمة وهي احتمال تأثيرها السلبي على الهُويَّة الثقافية الوطنية والفردية لكل طالب وطالبة.

إن اعتماد طفيف للغاية على المواد الدراسية العالمية الغنية بالمعلومات ولكنه فقيرة ثقافياً، سيؤدي بالتأكيد إلى تهديد جوهر تاريخنا وموروثاتنا الحضارية الخاصة.

علينا إذَنْ أن نعمل جنباً إلى جنبٍ مع خبراء التربية والباحثين المختصِّين لوضع خطط عملية فعالة لحفظ ثقافة الأوطان عبر دمجها بسلاسة داخل مخطَّطات الدروس اليومية سواء كانت افتراضية ام تقليدية.

تخيل عزيزي القرَّاء دروس التاريخ والجغرافيا مليئة بقصائد شعر شعبي وقصص شعبية محلية متعلقة بمواقع تاريخية بارزة وبالاسماء الشهيرة المؤثرة فيها.

.

.

لن يشكل تركيزٌ كهذا فقط مصدر فخر لأطفال البلاد ولكنه كذلك وسيلة أساسية للحفاظ على روح الأمم متوهجة جيلاً بعد آخر.

لن نسأل الآن : لماذا اختارت وزارة التعليم أحد الكتب الخارجية عوض كتاب مؤلف شخصيته عربية ؟

؟

كما سنعمل سوياً لإحداث تغيير جذري بأنشاء مفاهيم جديدة تهدف لتطوير وإنشاء برامج دراسية تواكب سيرورتها مع الحداثة ومعاصرتها للعالم لكن لا تغفل اهمية ارتباط ابنائنا بتراثهم وانتماءهم الوطني .

في النهاية ، نجاح أي مشروع تعليمي حديث مرتبط ارتباط وثيق بقدرته علي زرع الاعتزاز بالفرد العربي بإنجازاته وبقيمته أمام العالم وليس إلزام المواطن بالسؤال دوماً ؛ اين مكانه وسط هذا الزخم العالمي !

!

؟

1 Komentar