الثورات الصناعية المتعاقبة لا تقتصر فقط على التقدم التقني والتكنولوجي بل تعدّل أيضًا من طريقة عمل البشر وطبيعتها.

ومع ظهور الذكاء الاصطناعي (AI)، نشهد تحولا جذريا آخر سيغير شكل العمل وحياته بشكل عميق.

إذا كانت الثورة الصناعية الأولى قد حررت الإنسان من عبودية الأرض، والثانية نقلتنا لعالم المصنع بخطوط الإنتاج الضخمة، أما الثالثة فقد وفرت لنا عالم المعلومات والمعرفة اللانهائية، فالرابعة الآن تستهدف العقل نفسه!

إن AI قادرٌ بالفعل على إنجاز العديد من الوظائف الذهنية الأساسية مسبقا والبسيطة نسبيا مقارنة بالإبداع والخيال والإلهامات التي يتميز بها دماغ الكائن الحي حتى لو بذكائه البديهي غير الرسمي.

قد يجلب المستقبل القريب معه وظائف متعددة للمختصين بمراقبة وضبط خوارزميات الذكاء الأصطناعي بدلا منها كمساعد سينفذ مهامه بمنطق راسخ ودون ملل وبخطوات مضبوطة سواء كانت طبية او هندسية وغيرها الكثير.

.

وهنا تظهر أهمية التدريس الرقمي الذي أصبح واقع الحياة الجديدة والذي يتطلب منه ادراك مستوى طلابه ليقدم لهم المعلومات الملائمة لقدرتهم ومهاراتهم الشخصية والتي هي محور الاهتمام حاليا فيما يتعلق بتطبيق تقنية الذكاء الاصطناعي.

لقد اصبح بامكان الجميع تقريبا الحصول علي المعلومة بسرعة فائقة وبالتالي ظهر لدينا مجتمع معرفي واسع الانتشار وهذا امر جيد ولكنه ايضا يؤدي الي وجود معلومات خاطئة كثيرة منتشرة وينبغي علينا جميعا تطبيق ما سبق وان تعلمناه سابقا وهو التحليل والنقد للوصول للحقيقة وسط كل تلك الاخبار والشائعات المغرضة احيانا.

لذلك فان مساحة اكبر للتساؤلات والاستفسارات محل تشجع وسيكون له دور فعال خاصة عندما نمارس مقومات النقد العلمي البناء وذلك لان العقول البشرية لديها ملكات فريدة تتمثل بالتفكير المجرد وخلق افكار مبتكره وغير تقليدية ولذلك سوف يستمر العنصر الانساني مهما تقدمت الابحاث والتجارب المستقبلية.