* هل ستظل القدرة على الشعور بالتعاطف والتفكير النقدي محصورة لدى البشر أم أنها ستنتقل جزئيًا لأجهزة ذكية تدعم اتخاذ قرارت أخلاقية ومعنوية مستندة لخوارزميات متطورة؟

.

* هذا سؤال جوهري يتخطى حدود جدلية الاستخدام الأمثل لتكنولوجيا الذكاء الصناعي مقابل الدور التقليدي للمعلمين.

فالنقاش ليس فقط عن الأدوات والتقنية بل عن طبيعة وعينا كمخلوقات واعية وقدرتنا الفريدة لفهم العالم من حولنا وخلق معنى له عبر تجاربنا المشتركة وتقلبات مشاعرنا الغامضة والتي ربما لن تتمكن آلة مهما بلغ تقدمها التقني من تقليدها وفهم تعقيداتها الدقيقة بنفس الدرجة.

ومن ثَمَّ فإن مستقبل التعليم يجب ان ينصب أولاه اهتماماته للحفاظ علي تلك الخصوصية الانسانية النادرة والقابلة للتطور باستعمال كل وسائل العصر بلا قيود وبالمقابل العمل دوما علي تطوير برمجيات مساعدة لبناء مناهج تعليمية مرنة وشخصية لكل طالب تأخد بعين الاعتبار خلفياته الاجتماعية والاقتصادية والثقافية بالإضافة الي قابلياته الذهنية الأكاديمية وغير الاكاديمة .

وعليه فان مفهوم التفاعل المجتمعي الداعم للمناهج الدراسية سواء كانت افتراضية ام فعلية امر بالغ الاهمية حيث انه يوفر بيئة صحية غنية بالاقتراح والنقد والبناء مما يساعد التلاميذ والطلاب علي النمو بطرق متعددة الجوانب وليست واحدة فقط كالجانب النظري مثلا.

وفي النهاية اعتقد بان التحدي الحقيقي أمام صناع السياسات التربوية حاليا هو تحقيق معادلة صعبة للغاية تتطلب رؤية ابعد ما يكون عميقة وثاقبة تجمع مابين الثوابت التاريخية للإنسانية وما تحمله الحضارة الرقمية الجديدة من إمكانات مخيفة فإذا نجحوا فيها فسيكون لهم شرف صنع عصورا ذهبية جديدة.

.

.

1 تبصرے