الإنسان المزروع: هل أصبحنا كائنات رقمية؟

في عصر الهواتف الذكية والشبكات الاجتماعية، يبدو أن خطوط الفصل بين العالمين الرقمي والحقيقي باتت ضبابية أكثر فأكثر.

لقد بدأنا نعيش حياة مزدوجة، واحدة في الشارع والأخرى على الإنترنت.

لكن هل هناك خطر أن يتحول هذا التحالف العضوي التقليدي بين جسدنا وعقلنا إلى نوع مختلف تماماً من الحياة؟

لقد كان تأثير التقنية على سلوكنا واضحا منذ زمن طويل.

ومع ذلك، فإن مفهوم "الإنسان المزروع" يضيف بعداً جديداً لهذا التأثير.

إنه يقترح أنه مع ازدياد اعتمادنا على الأجهزة الإلكترونية، قد نواجه تغيرات جوهرية في بنيتنا النفسية والجسدية.

إذا كانت التكنولوجيا تؤثر بالفعل على طريقة تفكيرنا وشعورنا وحتى تصورنا لذاتنا، فماذا يعني ذلك بالنسبة لمفهومنا عن الحرية والاختيار والاستقلال الشخصي؟

وهل ستظل الأخلاق والقيم التقليدية ثابتة أم أنها سوف تخضع لتغيرات جذرية بسبب هذه العلاقة الجديدة مع الآلات؟

ربما يكون الوقت قد حان لإعادة النظر في تعريفنا لما يعتبر "حقيقة".

فقد يصبح العالم الرقمي مصدرا للمعرفة والسعادة بقدر العالم الخارجي.

وبالتالي، يجب علينا وضع قواعد وقوانين مناسبة تنظم استخدامنا لهذه الأدوات الحديثة حتى نحافظ على صحتنا الذهنية والجسدية ونضمن بقائنا بشراً، وليس آلات مزودة بعقول بشرية.

1 Komentari