في ظل عالم أصبح قرية صغيرة بفضل التكنولوجيا الحديثة، حيث تتداخل الثقافات ويتسارع انتشارها، يبرز سؤال مهم: كيف يمكننا الحفاظ على هُويتنا الثقافية وسط هذا الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا؟

إذا نظرنا إلى التجربة الإنسانية من منظور مختلف -وأكثر تحديدًا الإسلامية- فإن الإطار القانوني (الشريعة) يقدم حلولاً مبتكرة ومتميزة.

يشير المثال الإسلامي إلى ضرورة وجود "توازن" ليس فقط بين الحقوق والواجبات المدنية، بل أيضًا بين الاحتفاظ بالخصوصية الثقافية واستيعاب الفوائد الجديدة للعصر الحديث.

فعلى الرغم من تأكيده على تنوع العادات والتقاليد، إلا أنه يدعو كذلك إلى الاستفادة القصوى من الفرص التي توفرها العولمة والتكنولوجيا.

كيف يمكن تطبيق هذا النهج العملي؟

ربما بإعادة تعريف مصطلحي "الثقافة" و"الموضة".

بدلاً من اعتبار الأخيرة مجرد انعكاس لما يجده البعض جذاباً خارج الحدود الوطنية، يمكن النظر إليها كتعبير حيٍّ للهوية الشخصية وهويتها الثقافية؛ فاللباس والإكسسوارات ليست مجرد أشكال خارجية تُشترى، وإنما هي جزء أساسي من قصة المرء وعاداته.

وهكذا تصبح وسائل الاتصال الرقمي أداة لتعميق الفهم المتبادل وليس فقط منصة عرض لمحتويات مشوشة المصدر.

وتطبيقاً لهذا الاتجاه، يمكن تشجيع المشاريع الصغيرة والحرفيين المحليين الذين يعملون بنمط عصري حديث وبمواد مستدامة.

وهذا لا يعزز اقتصاد البلد فحسب، ولكنه أيضاً يحتفظ بقيمة الأعمال اليدوية التقليدية المرتبطة تاريخياً بثقافتنا.

وفي النهاية، نحن أمام سباق تنافسي للإبداع حيث تستغل البلدان ثروتها الثقافية الخفية لجذب السياحة ورأس المال الدولي.

إنه وقت للاستثمار الذكي في رواية قصتنا بصوت عالٍ ونقي باستخدام الأدوات الرقمية التي لدينا اليوم.

11 التعليقات