في عالم اليوم سريع الوتيرة والمعقد بشكل متزايد، أصبح مفهوم الصحة بصورة متزايدة متعدد الأوجه ومتكامل بين جوانبه المختلفة.

بينما غالبًا ما يتم تصوير الصحة البدنية والصحة النفسية كمجالات منفصلة، إلا أنها متشابكة بشكل عميق وتؤثر على بعضها البعض بطرق قوية ومعروفة جيدًا.

هذا الترابط بينهما هو محور حديثنا اليوم.

إن العلاقة الوثيقة بين الصحة البدنية والعقلية تربط بينهما رابطًا قويًا يتجاوز مجرد كون الإنسان كيانًا حيويًا.

فعلى سبيل المثال، يمكن أن تؤدي حالات القلق والاكتئاب المزمنة إلى ظهور أمراض جسدية مختلفة مثل ارتفاع ضغط الدم ومرض القلب وأمراض المناعة الذاتية وغيرها الكثير.

وعلى الجانب الآخر، فإن المعاناة من مرض مزمن يمكن أن تؤدي بدورها إلى الإصابة بحالات نفسية كالاضطرابات الاكتئابية والقلق وحتى اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).

لذلك، لا بد وأن نحافظ على تناغم وترابط هذين الجانبين الأساسيين لصحة أفضل وحياة أكثر اكتمالا.

إن فهم الطبيعة الثنائية للصحة البشرية يسمح لنا بتبني نهج شمولي للعناية بالذات والذي يأخذ بعين الاعتبار كلا الصعيدين البدني والعاطفي والنفسي.

إن الاعتراف بالأثر العميق للحالة الذهنية للفرد على سلامته العامة سيغير بالتأكيد طريقة رؤيته لقضاياه الصحية وطريقة تعامله معها سواء كان ذلك فيما يتعلق بنوعية طعامِهِ أو نشاطاته الرياضية أو علاقاته الاجتماعية أو إدارة وقتِه بشكل فعال.

.

.

إلخ.

وفي حين تسعى العلوم الحديثة جاهدة لكشف المزيد من الآليات التي تحكم تفاعل العوامل البيولوجية والسيكولوجية داخل أجسامنا ودماغنا، تبقى الحاجة الملحة للناس جميعًا للتوقف قليلاً والتأمل مليَّا بهذه الصلة الحميمة بين جسم وعقل الإنسان أمر ضروري لإدارة صحتهم ورعايتهم ذواتهم بإتقان اكبر وبدرجات أعلى من الوعي والفهم لأسرارهما الغامضة!

فلنتقبل إذَنْ مفهوم الصحة الشامل والمتكامل هذا ولنشجع الجميع على تبنيه كأسلوب حياة يعكس اهتمامهم بذواتهم كاملة وليس بمظهر خارجي سطحي فحسب.

.

فلنكن بذلك سفراء الصحة الحقيقة ولنرتقي سوياً لمستوى جديد من الرعاية والاهتمام الذاتي المستحق لكل فرد منا.

#الصحةالنفسية #التوازن #العقلالجسم #الرفاهية #الرعاية_الشخصية

1 التعليقات