بين الذكاء الاصطناعي والإنسان.

.

تحديات وفرص للمستقبل

وسط زخم التقدم التكنولوجي الملحوظ، يبرز سؤالٌ محوري: ماذا سيحل بالإنسانية حين يعتمد مصير قراره وعمله على الآلات؟

فبالرغم من فوائد الذكاء الاصطناعي الواضحة والتي تتضمن السرعة والدقة والكفاءة العالية، إلا أنها تهدد بتقويض أساس الوجود البشري وهو الحرية والاختيار والحساسية الإنسانية الفطرية.

لقد بات الأمر واضحاً بأن الذكاء الاصطناعي قادر بالفعل على تأمين حلول مبتكرة لمشاكل معقدة وحتى تنفيذ أعمال يومية برمتها بكامل طاقتها ودقتها اللافتتين للنظر.

.

.

ولكن مقابل أي ثمن؟

إن فقدان السيطرة الكاملة على حياتنا لأجهزة ذكية مسخرة لهذا الغرض هي نتيجة مخيفة للغاية وتستوجب منا إعادة النظر بطبيعة علاقتنا بهذه الوسائل الحديثة، فعالم بلا عواطف وخيارات شخصية يبقى عالماً قاتماً بلا جدوى.

لذلك يجب علينا أن نسخر قوة هذا العلم لصالحنا وأن نعمل سوياً لتحقيق هدف نبيل يتمثل بموازنة التقدم التكنولوجي مع القيم والمبادئ الأصيلة للحفاظ بذلك على كياننا الإنساني الفريد.

كما يتطلب تصاعد الظواهر الاجتماعية الخطيرة مؤخراً اهتماماً خاصاً، فالانغماس العميق وسط وسائل الإعلام المختلفة يؤدي غالباً لتقبل بعض التصرفات والسلوكيات الخارجة عن القانون والمعايير الأخلاقية بسبب تأثيرها المتدرج وغير الملفت للانتباه عادةً.

وهنا يأتي دور اليقظة والفحص النقابي لكل خبر ومشهد نشاهده لنحافظ على سلامة تفكيرنا وقرارتنا اليومية مستقبلاً.

وبالتالي فإن الطريق أمامنا مليء بالتحديات لكنه أيضا مثقل بالفرص الذهبية للتغييرات الإيجابية سواء كانت رقمية أو اجتماعية؛ فلنجعل منها نقطة الانطلاق نحو حياة أفضل تحفظ حقوق الفرد وتعزز مكانتها ضمن المجتمع العالمي المتنامي باستمرار.

فهذا العالم يتغير بسرعة فائقة ويتعين علينا التكيف معه بكل حكمة وشجاعة وبصر عميق لرصد التفاصيل الصغيرة المؤثرة فيه والتي تشكل واقعَنا الجديد كل يومٍ يمرُّ.